للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره الذهبي في «المختص» ، وقال ابن رافع: جمع مجلدات على «التمييز» للبارزي، وكتابا في «أحاديث الأحكام» في أربع مجلدات وناولني إيّاه.

وتوفي في شهر رمضان، ودفن بمقبرة باب الصغير.

وفيها تاج الدّين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن يوسف بن حامد المرّاكشي المصري الشافعي [١] .

ولد سنة إحدى، وقيل: ثلاث وسبعمائة، واشتغل بالقاهرة على العلاء القونوي وغيره من مشايخ العصر، وأخذ النحو عن أبي حيّان. وتفنّن في العلوم.

وسمع بالقاهرة ودمشق من جماعة، وأعاد بقبّة الشافعي. وكان ضيّق الخلق، لا يحابي أحدا ولا يتحاشاه، فآذاه لذلك القاضي جلال الدّين القزويني أول دخوله القاهرة فلم يرجع، فشاور عليه السلطان، فرسم بإخراجه من القاهرة إلى الشّام مرسما عليه، فأقام بها.

ودرّس بالمسرورية مدّة يسيرة، ثم أعرض عنها تزهّدا.

قال الإسنويّ: حصّل علوما عديدة، أكثرها بالسّماع، لأنه كان ضعيف النّظر مقاربا للعمى.

وكان ذكيا غير أنه كان عجولا محتقرا للناس، كثير الوقيعة فيهم.

ولما قدم دمشق أقبل على الاشتغال والإشغال، وسماع الحديث، والتّلاوة، والنّظر في العلوم إلى الموت.

وقال السّبكي: كان فقيها، نحويا، مفتيا، مواظبا على طلب العلم جميع نهاره وغالب ليله، يستفرغ فيه قواه ويدع من أجله طعامه وشرابه.

وكان ضريرا، ولا نراه يفتر عن الطلب إلّا إذا لم يجد من يطالع له.

توفي فجاءة في جمادى الآخرة.


[١] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ١٤٧- ١٥٣) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٤٦٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ٦٢) و «النجوم الزاهرة» (١٠/ ٢٥٣) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٣٠٠) و «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ٤٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>