للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ثلاث وستين وستمائة، ومات يوم الاثنين سابع عشر شوال.

وفيها عضد الدّين عبد الرحمن بن أحمد ابن عبد الغفّار قاضي قضاة المشرق، وشيخ العلماء والشافعية بتلك البلاد الإيجي- بكسر الهمزة وإسكان التحتية ثم جيم- الشّيرازي [١] ، شارح «مختصر ابن الحاجب» وله المواقف.

قال الإسنوي: كان إماما في علوم متعددة، محقّقا، مدقّقا، ذا تصانيف مشهورة، منها «شرح مختصر ابن الحاجب» و «المواقف والجواهر» وغيرها في علم الكلام. و «الفوائد الغياثية» في المعاني والبيان. وكان صاحب ثروة وجود وإكرام للوافدين عليه.

تولى قضاء القضاة بمملكة أبي سعيد فحمدت سيرته.

وقال السبكي: كان إماما في المعقولات، عارفا بالأصلين، والمعاني، والبيان، والنحو، مشاركا في الفقه، له في علم الكلام كتاب «المواقف» وغيره.

وفي أصول الفقه «شرح المختصر» وفي المعاني والبيان «الفوائد الغياثية» .

وكانت له سعادة مفرطة، ومال جزيل، وإنعام على طلبة العلم، وكلمة نافذة.

مولده سنة ثمان وسبعمائة، وأنجب تلامذة، اشتهروا في الآفاق، مثل الشّمس الكرماني، والضّياء العفيفي، والسّعد التّفتازاني، وغيرهم.

وقال التّفتازانيّ في الثناء عليه: لم يبق لنا سوى اقتفاء آثاره، والكشف عن خبيئات أسراره، بل الاجتناء من بحار ثماره، والاستضاءة بأنواره.

توفي مسجونا بقلعة بقرب إيج [٢] غضب عليه صاحب كرمان فحبسه بها واستمر محبوسا إلى أن مات.


[١] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ٤٦- ٧٨) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٢٣٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ٣٣) و «النجوم الزاهرة» (١٠/ ٢٨٨) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٤٢٩- ٤٣٠) و «بغية الوعاة» (٢/ ٧٥- ٧٦) و «البدر الطالع» (١/ ٣٢٦- ٣٢٧) .
[٢] إيج: بلدة كثيرة البساتين والخيرات في أقصى بلاد فارس. انظر «معجم البلدان» (١/ ٢٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>