للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكره رفيقه الإسنويّ فقال: كان إماما، حافظا للمذهب، كريما متصوفا، طارحا للتكلّف، وفي أخلاقه حدّة كوالده.

توفي في صفر ودفن بالقرافة الصّغرى.

وفيها سلطان بغداد حسن بن أقبغا بن إيلكان بن خربندا بن أرغون بن هلاكو المغلي [١] ، ويعرف بحسن الكبير تمييزا له عن حسن بن تمرتاش [٢] . وكان حسن الكبير، ذا سياسة حسنة، وقيام بالملك أحسن قيام، وفي ولايته وقع ببغداد الغلاء المفرط، حتى بيع الخبز بصنج الدّراهم، ونزح الناس عن بغداد، ثم نشر العدل، إلى أن تراجع الناس إليها، وكانوا يسمّونه الشيخ حسن لعدله.

قال في «الدّرر» : وفي سنة تسع وأربعين توجه إلى تستر ليأخذ من أهلها قطيعة قرّرها عليهم فأخذها وعاد، فوجد نوابه في بغداد في رواق الغزر [٣] ببغداد ثلاث قدور مثل قدور الهريسة، مملوءة ذهبا مصريا وصوريا ويوسفيا، وغير ذلك، فيقال: جاء وزن ذلك أربعين قنطارا بالبغدادي.

ولما توفي قام ابنه أويس مقامه.

وفيها جمال الدّين عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس بن حامد بن خلف، المعروف بابن النّاصح، وهو لقب عبد الرحمن الحنبلي [٤] .

سمع على الفخر ابن البخاري، وحدّث. وكان رجلا، صالحا، مباركا، يتعانى التجارة، ثم ترك ذلك ولازم الجامع نحو الستين سنة.

توفي في ذي القعدة.


[١] انظر «ذيول العبر» ص (٣١١) و «النجوم الزاهرة» (١٠/ ٣٢٣) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ١٤) وله ترجمة في «الذيل التام على دول الإسلام» للحافظ السخاوي الورقة (٨١) من المنسوخ.
[٢] في «آ» و «ط» : «حسن بن عرباس» والتصحيح من «الدّرر الكامنة» مصدر المؤلف و «الدليل الشافي» (١/ ٢٦١) .
[٣] في «آ» و «ط» : «في رواق العدل» والتصحيح من «الدّرر الكامنة» مصدر المؤلف.
[٤] انظر «ذيول العبر» ص (٣١٤) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٢٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>