للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «ذيله» فقال: كان إماما في الفقه، والنحو، والأصول، مفنّنا في علم الحديث ومعرفة الرجال، علّامة في معرفة المتون والأسانيد، بقية الحفّاظ، ومصنّفاته تنبئ عن إمامته في كل فنّ.

درس وأفتى وناظر، ولم يخلّف بعده مثله.

وقال السّبكي: كان حافظا، ثبتا، ثقة، عارفا بأسماء الرجال والعلل والمتون، فقيها، متكلما، أديبا، شاعرا، ناظما، متفننا، أشعريا، صحيح العقيدة، سنّيّا، لم يخلّف بعده في الحديث مثله، لم يكن في عصره من يدانيه فيه.

ومن تصانيفه «القواعد المشهورة» و «الوشي المعلم فيمن روى عن أبيه عن جدّه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم» . و «عقيلة المطالب في ذكر أشراف الصّفات والمناقب» و «جمع الأحاديث الواردة في زيارة قبر النّبي صلّى الله عليه وسلّم» و «منحة الرائض بعلوم آيات الفرائض» وكتابا في المدلّسين، وكتابا سماه «تلقيح الفهوم في صيغ العموم» وغير ذلك من التصانيف المتقنة المحررة [١] .

توفي بالقدس في المحرّم ودفن بمقبرة باب الرّحمة إلى جانب سور المسجد.

وفيها أبو الرّبيع سليمان [بن داود بن سليمان بن] محمد بن عبد الحقّ [٢] الحنفي البليغ، الناظم الناثر، ولي ولايات جليلة.

ومن شعره:

من يكن أعمى أصمّ [٣] ... يدخل الحان جهارا


[١] قلت: ومن مصنفاته الأخرى المطبوعة: «جزء في تفسير الباقيات الصالحات وفضلها» وقد صدر ضمن سلسلة نصوص تراثية عن دار ابن كثير بتحقيق الأستاذين د. علي أبو زيد، وحسن إسماعيل مروة، ومراجعة والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى.
ورسالة «النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح» وقد نشرتها دار الإمام مسلم ببيروت بتحقيق الأستاذ محمود سعيد ممدوح، وهي رسالة نافعة.
[٢] انظر «الوافي بالوفيات» (١٥/ ٣٨١- ٣٨٨) و «الدليل الشافي» (١/ ٣١٧- ٣١٨) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ١٤٩- ١٥١) وما بين الحاصرتين زيادة منه.
[٣] في «آ» و «ط» : «أصمّ أعمى» وما أثبته من «الدّرر الكامنة» مصدر المؤلّف.

<<  <  ج: ص:  >  >>