للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاء وأوذي فصبر، وسجن فثبت، وعقدت له مجالس فأبان عن شجاعة وأفحم خصومه مع تواطئهم عليه، ثم عاد إلى مرتبته وعفا وصفح عمن قام عليه، وكان سيّدا، جوادا، كريما، مهيبا [١] ، تخضع له أرباب المناصب من القضاة وغيرهم.

توفي شهيدا بالطّاعون في ذي الحجّة خطب يوم الجمعة وطعن ليلة السبت رابعه ومات ليلة الثلاثاء ودفن بتربتهم بسفح قاسيون عن أربع وأربعين سنة.

ومن تصانيفه «شرح مختصر ابن الحاجب» في مجلدين سمّاه «رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب» و «شرح منهاج البيضاوي» و «القواعد المشتملة على الأشباه والنظائر» و «طبقات الفقهاء الكبرى» في ثلاثة أجزاء و «الوسطى» مجلد ضخم، و «الصّغرى» مجلد لطيف، و «الترشيح» في اختيارات والده [٢] ، و «التوشيح» على التنبيه و «التصحيح» و «المنهاج» و «جمع الجوامع» في أصول الفقه وشرحه بشرح سماه «منع الموانع» و «جلب حلب» جواب عن أسئلة سأل عنها الأذرعي، وغير ذلك.

وفيها موفق الدّين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن محمد بن علي بن شدّاد الحميري اليمني [٣] .

قال الخزرجي: كان فقيها، عالما، نحويا، لغويا، محدّثا، عارفا، محقّقا في فنونه، انتهت إليه الرئاسة في اليمن في القراءات، ورحل إليه الناس، وانتشر ذكره.

مات ليلة الاثنين تاسع شوال.

وفيها أقضى القضاة بدر الدّين أبو المعالي محمد بن محمد بن عبد اللطيف أبي الفتح بن يحيى بن علي بن تمّام الأنصاري الشافعي السّبكي [٤] .


[١] كذا في «ط» و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة «مهيبا» وفي «آ» : «مهابا» .
[٢] قال ابن قاضي شهبة في «الطبقات» : «وفيه فوائد غريبة، وهو أسلوب غريب» .
[٣] ذكره عرضا البريهي في «طبقات صلحاء اليمن» ص (٦٢) وانظر حاشية محققه الأستاذ عبد الله محمد الحبشي عليه.
[٤] انظر «الوفيات» لابن رافع (٢/ ٣٥٦- ٣٥٧) و «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٢٩٧- ٢٩٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٨١- ١٨٣) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ١٨٩) و «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ٢٥٤- ٢٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>