للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فيه والده وقد حضر درسه

دروس أحمد خير من دروس عليّ ... وذاك عند عليّ غاية الأمل

فقال الصلاح الصّفدي بديها:

لأنّ في الفرع ما في الأصل ثمّ له ... مزيّة وقياس النّاس فيه [١] جلي [٢]

وذكره الذهبي في «المعجم المختص» فقال: له فضائل وعلم جيد، وفيه أدب وتقوى، ساد وهو ابن عشرين سنة، ودرّس في مناصب أبيه، وأثنى على دروسه.

وقال غيره: كان كثير الحج والمجاورة والأوراد والمروءة، خبيرا بأمر دنياه وآخرته، ونال من الجاه ما لم ينله غيره، وولي إفتاء دار العدل، وقضاء الشام، وقضاء العسكر. وحدّث، فسمع منه الحفّاظ والأئمة، وصنّف «عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح» أبان فيه عن سعة دائرة في الفنّ، وصنّف غير ذلك.

توفي بمكّة في رجب وله ست وخمسون سنة.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن محمد بن عثمان البكري بن المجد [٣] الشاعر.

كانت له قدرة على النّظم وله مدائح في الأعيان.

ومن شعره قصيدة أولها:

رعاهم الله ولا روّعوا ... ما لهم ساروا ولا ودّعوا

مات بمنية ابن خصيب [٤] في شهر رمضان.


[١] في «آ» : «له» .
[٢] رواية البيت في «الوافي بالوفيات» :
لأن الفرع ما في الأصل وله ... زيادة ودليل النّاس فيه جلي
[٣] انظر «الدّرر الكامنة» (١/ ٢٧٨) و «إنباء الغمر» (١/ ٢٣) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٢٢) .
[٤] تصحفت في «ط» إلى «بمينة ابن خصيب» وهي مدينة كبيرة حسنة كثيرة الأهل والسكن على شاطئ النّيل في الصعيد الأدنى. انظر «معجم البلدان» (٥/ ٢١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>