للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن حبيب: إمام، عالم، حاز أفنان الفنون الأدبية، وفاضل ملك زمام العربية.

وقال ابن حجّي: كان حسن الخلق، كريم النّفس، شافعي المذهب، مات بدمشق في تاسع عشري المحرم، وقد جاوز الستين.

وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الواحد التّلمساني، المعروف بابن أبي حجلة [١] .

نزيل دمشق ثم القاهرة.

قال ابن حجر: ولد بزاوية جدّة بتلمسان سنة خمس وعشرين وسبعمائة، واشتغل، ثم قدم إلى الحجّ فلم يرجع، ومهر في الأدب، ونظم الكثير، ونثر فأجاد، وترسل ففاق، وعمل المقامات وغيرها، وكان حنفيّ المذهب، حنبلي الاعتقاد، كثير الحطّ على الاتحادية.

وصنّف كتابا عارض به قصائد ابن الفارض، كلّها نبوية، وكان يحطّ عليه وعلى نحلته، ويرميه ومن يقول بمقالته بالعظائم، وقد امتحن بسبب ذلك على يد السّراج الهندي.

قرأت بخطّ ابن القطّان وأجازنيه. وكان ابن أبي حجلة يبالغ في الحطّ على ابن الفارض، حتّى إنه أمر عند موته فيما أخبرني به صاحبه أبو زيد المغربي أن يوضع الكتاب الذي عارض به ابن الفارض وحطّ عليه فيه معه في نعشه ويدفن معه في قبره، ففعل به ذلك.

قال: وكان يقول للشافعية: إنه شافعي، وللحنفية: إنه حنفي، وللمحدّثين: إنه على طريقهم.


[١] انظر «ذيل العبر» (٢/ ٣٨٣) و «إنباء الغمر» (١/ ١٠٨- ١١٠) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٣٢٩) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٣١) و «لحظ الألحاظ» ص (١٦٢) و «حسن المحاضرة» (١/ ٥٧١- ٥٧٢) و «نفح الطيب» (٧/ ١٩٧- ١٩٨) و «الذيل التام على دول الإسلام» الورقة (١٧٢) من المنسوخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>