للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع «صحيح مسلم» من زينب بنت كندي. وسمع من اليونيني وغيره، وأجاز له أبو الفضل بن عساكر، وابن القوّاس. وحدّث بالكثير، وارتحلوا إليه، واستدعاه التّاج السّبكي سنة إحدى وسبعين إلى دمشق، فقرأ عليه «الصحيح» .

قال ابن حجي: كان خيّرا، حسنا، أخرجت له جزءا [١] .

توفي مناهزا للتسعين.

وفيها القاضي جمال الدّين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن إلياس ابن الخضر الدمشقي، المعروف بابن الرّهاوي الشافعي [٢] .

أدرك الشيخ برهان الدّين، وحضر عنده، وتفقه على جماعة من علماء العصر، وقرأ بالروايات، واشتغل بالعربية، وقرأ الأصول والمنطق على الشّمس الأصفهاني، ودرّس وأفتى، وتعانى الحساب، ودرّس بالمسروريّة والكلّاسة.

وولي وكالة بيت المال، وقام على القاضي تاج الدّين وآذاه من حوله، فمقته أكثر الناس لذلك، وناب في الحكم عن البلقيني. ودرّس بالشامية البرّانية، ثم أخذت منه بعد شهر، ودرّس بالنّاصرية الجوّانية ثم أخذت منه، وأوذي وصودر بعد موت القاضي تاج الدّين، وحصل له خمول، إلى أن توفي في ربيع الأول، عن سبع وسبعين سنة.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن يوسف بن فرج الله بن عبد الرحيم الشّارمساحي- نسبة إلى شارمساح بلد قرب دمياط [٣]- الشّافعي [٤] .

تفقه على الشيخ جمال الدّين الإسنوي وغيره، وبرع في الفقه والأصول، وولي قضاء المحلّة، ومنفلوط، ودمياط، وغيرها. وكان موصوفا بالفضل والعقل.


[١] كذا في «ط» و «إنباء الغمر» : «جزءا» ، وفي «آ» : «أجزاء» .
[٢] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٠٨- ١٠٩) و «إنباء الغمر» (١/ ١٦١- ١٦٢) و «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ٢٨٥) .
[٣] انظر «معجم البلدان» (٣/ ٣٠٨) .
[٤] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٤٢٤) و «إنباء الغمر» (١/ ١٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>