للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها نصير الدّين أبو المعالي محمد [بن محمد] [١] بن إبراهيم بن أبي بكر [٢] ، هو ابن المؤرّخ شمس الدّين الجزري.

ولد سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وأسمع من المطعم، والشّيرازي، وغيرهما. ثم طلب بنفسه بعد الثلاثين، فقرأ الكتب، وسمع، وكتب الأجزاء، واشتغل بالفقه، وربما كتب على الفتوى، وكان السّبكي فمن دونه يرجعون إلى قوله، وولي مباشرة الأيتام. وكان مشكور السيرة، ذا همّة عالية.

توفي في جمادى الآخرة.

وفيها محبّ الدّين محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم الحلبي [٣] ، ناظر الجيش الشافعي.

ولد سنة سبع وتسعين وستمائة، واشتغل ببلاده، ثم قدم القاهرة، ولازم أبا حيّان، والتّاج التّبريزي، وغيرهما. وحفظ «المنهاج» و «الألفية» وبعض «التسهيل» وتلا بالسبع على الصّايغ، ومهر في العربية وغيرها، ودرّس فيها وفي «الحاوي» . وسمع من الشريف موسى، وست الوزراء، وغيرهما. وحدّث وأفاد، وخرّج له الياسوفي «مشيخة» . وشرح «التسهيل» إلّا قليلا. وشرح «تلخيص المفتاح» شرحا مفيدا. وكانت له في الحساب يد طولى، وولي نظر الجيش، ونظر البيوت، والديوان، وكان عالي الهمّة، نافذ الكلمة، كثير البذل والجود والرفد للطلبة والرفق بهم، وكان من العجائب.

قال ابن حجر: إنه مع فرط كرمه في غاية البخل على الطّعام.

وكان كثير الظّرف والنّوادر، وبلغت مرتباته في الشهر ثلاثة آلاف، وكان من محاسن الدنيا، مع الدّين والصّيانة.

توفي في ثاني عشر ذي الحجّة.


[١] ما بين القوسين سقط من «آ» .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (١/ ٢٢٤- ٢٢٥) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ١٥٧) .
[٣] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٤٥٢) و «إنباء الغمر» (١/ ٢٢٥- ٢٢٧) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>