للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جماعة، وأجاز له آخرون، واشتغل في صباه، وتفنّن في العلوم، واشتهر بالفضيلة، ودرّس في حياة والده، ثم بعد وفاته بالرّباط النّاصري، ثم بعدة مدارس، وأفتى كلّ ذلك، وهو في سنّ الشبيبة، ثم ولاه القاضي علاء الدين القونوي قضاء حمص، فنزح إلى هناك وأقام زمنا طويلا ثم قدم دمشق في أول ولاية السّبكي، فولي تدريس البادرائية في سنة إحدى وأربعين، وأقام يشغل الناس في الجامع ويفتي، ثم نزل عن البادرائية لولده شرف الدّين سنة خمسين، والإقبالية لولده بدر الدّين، وتوجّه إلى مصر سنة تسع وستين، فولّاه البلقيني نيابة في الطريق، ثم توجّه هو إلى القاهرة، وعاد المترجم إلى دمشق، وباشر تدريس الشامية البرّانيّة والحكم يوما واحدا، ثم مرض ومات، وحدّث بمصر والشام، واختصر «الروضة» وشرح «المنهاج» في أربعة أجزاء، وله «زوائد» على «المنهاج» وكان حسن المحاضرة، دمث الأخلاق، وله خطب ونظم.

توفي في شوال ودفن بتربتهم [١] في سفح قاسيون.

وفيها جمال أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد الرحمن السّامي [٢] ، نزيل المدينة.

تفقه بالعماد الحسباني، وأخذ عن تقي الدّين ابن رافع وغيره، وسمع من ابن أميلة وغيره، وتخرّج بالعفيف المطري، وسمع بمصر وغيرها، وكان ترافق هو وعبد السلام الكازروني إلى مكة، فيقال: إنه دسّ عليهما سمّ بسبب من الأسباب فقتلهما، فمات السّاميّ في صفر، والكازروني بعده بأيام، وقد حدّث باليسير ولم يكمل الأربعين.

وفيها بدر الدّين محمد بن محمد بن علي بن الشّمس أحمد بن خلّكان [٣] الإربلي الأصل ثم الدمشقي [٤] .


[١] في «آ» : «في تربتهم» .
[٢] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٤٦٧) و «إنباء الغمر» (١/ ٢٥٦) .
[٣] في «آ» و «ط» : «ابن ملكان» والتصحيح من «إنباء الغمر» وانظر التعليق عليه.
[٤] انظر «إنباء الغمر» (١/ ٢٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>