للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجيد الخط ويقرأ «البخاري» في كل سنة بالجامع في رمضان، ويجتمع عنده الجمّ الغفير، وللناس فيه اعتقاد زائد.

توفي في شوال عن سبع وسبعين سنة.

وفيها علاء الدّين حجّي بن موسى بن أحمد بن سعد بن غشم بن غزوان بن علي بن مشرّف بن تركي السّعدي الحسباني [١] الشافعي، فقيه الشام وحافظ المذهب.

ولد سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، واشتغل في صغره بالقدس، وحفظ كتبا، وأخذ عن الشيخ تقي الدّين القلقشندي، ثم قدم الشام في سنة أربع وثلاثين، فقرأ على شيوخها، وسمع الحديث من البرزالي، [وأبي العبّاس الجزري] [٢] وشيخه الذي أنهاه بالشامية البرّانية شمس الدّين ابن النّقيب، وغيرهم [٣] ، وحدّث وأفتى، وأعاد [بالشاميّة البرّانية] [٢] .

وقال ولده حافظ العصر: أحد من اعتنى بالفقه وتحصيله وتقريره وحفظه وتحقيقه وتحريره، كان كثير الاطلاع، صحيح النقل، عارفا بالدقائق والغوامض، معروفا بحلّ المشكلات، مع فهم صحيح، وسرعة إدراك [٤] ، وقدرة على المناظرة برياضة وحسن خلق، وانتهت إليه رئاسة المذهب، وكان يقال فقهاء المذهب ثلاثة، هو أحدهم وخاتمتهم.

وكان فارغا عن طلب الرئاسة في الدنيا، ليس له شغل إلّا الاشتغال في العلم والمطالعة، ولا يتردد إلى أهل الدولة، ولا يجمع مالا ولا يدّخره، وكان مع فهمه وذكائه لا يعرف صنجة عشرة من عشرين، ولا درهم من درهمين، ولا يحسن براية قلم، ولا تكوير عمامة.


[١] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ٢٥) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٦) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٢٠٦) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ٢٠٣- ٢٠٤) .
[٢] ما بين القوسين سقط من «آ» و «ط» واستدركته من «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة مصدر المؤلّف.
[٣] في «آ» و «ط» : «وغيرهما» وما أثبته من «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة.
[٤] تحرفت في «ط» إلى «أدرك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>