للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضيلة، وكان من النّجباء الأخيار عنده حياء وتواضع، وهو سبط الشّيخ صلاح الدّين بن أبي عمر، وكان يؤمّ بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر.

توفي يوم الأحد ثاني عشري صفر ولعله بلغ الثلاثين [١] سنة.

وفيها جمال الدّين محمد بن محمد بن علي بن يوسف النيسابوري [٢] الخطيب الشافعي القاضي الإسنوي.

قدم مصر سنة إحدى وعشرين، وسمع على الحجّار، وتفقه على القطب السّنباطي، وابن القمّاح، وابن عدلان، وغيرهم. وأخذ العربية عن والد سراج الدّين ابن الملقن، ودرّس، وأفتى، وشرح «التعجيز» في الفقه، وناب في الحكم، وكان عالما، خيّرا، ذا مهابة وصيانة وعفاف، قائما بالحقّ، حتّى إنه كتب على قصة سئل فيها أن يحضر يلبغا- وهو إذ ذاك صاحب المملكة- يحضر هو [٣] أو وكيله، فلما وقف عليها يلبغا عظم قدره عنده، ويقال: إن ذلك كان بطريق الامتحان من يلبغا، وإنه لما جاءه الرسول قال له: قل له: إني أصالح غريمي، فقال له الرسول: والله ما أقدر أن أروح إلّا ومعي وكيل أو الغريم، يقول: قد رضيت فأعجبه ذلك ودفع للرسول ألف درهم، وأرسل للقاضي ذهبا وبغلة، فردّ ذلك، فاشتد اغتباطه به واعتقاده فيه، وكان في سمعه ثقل في كبره، ولذلك يقال له: الأطروش.

مات في ثامن ربيع الأول.

وفيها محمد بن محمد بن ناصر بن أبي الفضل الفرّاء الحمصي ثم الحلبي، المعروف بابن رياح، ويعرف أيضا بالقيّم وبالفقيه [٤] .


[١] في «المنهج الأحمد» : «ولعله بلغ الثمانين» .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ١١٨) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٩٨) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٢٩٥) وفيه «الأسواني» .
[٣] لفظة «هو» سقطت من «آ» .
[٤] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ١١٩) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>