للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سند بن تميم، الإمام العالم الحافظ اللّخمي المصري الأصل الدمشقي الشافعي، المعروف بابن سند [١] .

ولد في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وطلب الحديث في حدود الخمسين، وسمع من جماعة بدمشق ومصر، وقرأ الفقه على شرف الدين بن قاسم خطيب جامع جرّاح، وقرأ الأصول بالديار المصرية على الجمال الإسنوي، وأخذ العربية عن التاج المراكشي، وأذن له في إقرائها، وأخذ في القدس عن الحافظ صلاح الدّين العلائي وأجازه بالفتوى والتدريس، وصحب القاضي تاج الدّين ولازمه وناب في الحكم عن القاضي سري الدّين المالكي، ثم عن القاضي ولي الدّين.

ذكره الذهبي في «المعجم المختص» [٢] وهو آخر من ذكرهم فيه وفاة.

وقال الحافظ شهاب الدّين بن حجّي: كان من أحسن الناس قراءة للحديث كان يرجح على كل أحد لحسن فصاحته، وخرّج لنفسه أربعين متباينة المتن والإسناد، وخرّج لغيره، وتعين في الفنّ. سمعنا بقراءته كثيرا وله محفوظات في الفقه، والأصول، والعربية، وأجازه بالفتيا ابن كثير، والقاضي تاج الدّين.

وقال في «إنباء الغمر» : ناب عن بعض القضاة الشافعية، كالتاج السّبكي، وكان شديد اللزوم له وقارئا لتصانيفه، وناب عنه في مشيخة دار الحديث الأشرفية وغيرها [٣] ، ثم تحول مالكيا فناب عن بعض المالكية، ثم رجع فناب عن أبي البقاء، ومات شافعيا عاشر صفر بدمشق، ودفن بمقبرة الصوفية وهو القائل:

الحافظ الفرد إن أحببت رؤيته ... فانظر إليّ تجدني ذاك منفردا

كفى لهذا دليل أنّني رجل ... لولاي أضحى الورى لم يعرفوا سندا


[١] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٥١) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٧٠) .
[٢] لم أقف على ترجمته في المطبوع منه الموجود بين أيدينا.
[٣] كذا في «آ» : «وغيرها» وهو موافق لما في «إنباء الغمر» مصدر المؤلف وفي «ط» :
«وغيرهما» .

<<  <  ج: ص:  >  >>