للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تامة بالمذهب [١] ، وتراجم أصحاب مذهبه رتّبه على الوفيات ذيّل بها على «طبقات ابن أبي يعلى» [٢] . وله غير ذلك من المصنّفات.

وكان لا يعرف شيئا من أمور الناس ولا يتردد إلى أحد من ذوي الولايات، وكان يسكن بالمدرسة السّكرية بالقصّاعين.

قال ابن حجي: أتقن الفنّ- أي فنّ الحديث- وصار أعرف أهل عصره بالعلل، وتتبع الطرق، وتخرّج به غالب أصحابنا الحنابلة بدمشق.

توفي- رحمه الله- ليلة الاثنين رابع شهر رمضان بأرض الخميرية ببستان كان استأجره وصلّي عليه من الغد، ودفن بالباب الصغير جوار قبر الشيخ الفقيه أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشّيرازي ثم المقدسي الدمشقي المتوفى في ذي الحجّة سنة ست وثمانين وأربعمائة.

قال ابن ناصر الدّين [٣] : ولقد حدّثني من حفر لحد ابن رجب أن الشيخ زين الدّين ابن رجب جاءه قبل أن يموت بأيام، قال [٤] : فقال لي: احفر لي هاهنا لحدا، وأشار إلى البقعة التي دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغ نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه، وقال: هذا جيد، ثم خرج.

قال: فو الله ما شعرت بعد أيام إلّا وقد أتي به ميتا محمولا في نعشه فوضعته في ذلك اللّحد.

وفيها زين الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي الحنبلي [٥] الإمام المفتي الزّاهد.


الأستاذ السواس في تحقيق «اللطائف» لأمر لا مجال لذكره هنا، غفر الله لي وله ولسائر المسلمين وألهمنا العمل بما يرضيه على النحو الذي يرضيه.
[١] وهو مطبوع طبعة جيدة في مصر منذ سنوات طويلة.
[٢] واسمه «الذيل على طبقات الحنابلة» وهو مطبوع طبعة قديمة في مصر بعناية الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله تعالى.
[٣] انظر «الردّ الوافر» ص (١٠٧) .
[٤] لفظة «قال» سقطت من «ط» .
[٥] انظر «الدّرر الكامنة» (٢/ ٣٣٦) و «السّحب الوابلة» ص (٢٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>