للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أقام على نصيبين في شدة الشتاء، فلما أتى الرّبيع نازل ماردين [١] في جمادى الآخرة، وبنى قدامها جوسقا يحاصرها منه ففتحها عن قرب وقتل ما لا يحصى، ثم توجه إلى خلاط ففعل بها نحو ذلك، ثم رجع عن [٢] البلاد الشامية إلى تبريز لما بلغه أن طقتمش خان صاحب بلاد الدّشت والسراي وغيرهما، مشى على بلاده فصنع في بلاد الكرج عادته في غيرها من البلاد ثم رجع إلى تبريز فأقام بها قليلا.

ثم توجه إلى قتال صاحب السراي وغيرها، وكان طقتمش خان قد استعدّ لحربه، فالتقيا جميعا، ودام القتال، فكانت الهزيمة على القفجاق والسّراي فانهزموا وتبعهم إلى أن ألجأهم إلى داخل بلادهم.

وأرسل اللّنك صاحب سيواس القاضي برهان الدّين أحمد يستدعي منه طاعته فلم يجبه، وأرسل نسخة كتابه إلى الظّاهر صاحب مصر، وإلى أبي يزيد ملك الرّوم.

وفيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن عبد الله بن عمر الصّنهاجي المالكي القاضي [٣] .

ولد سنة سبع عشرة، وسمع من الوادياشي وغيره، وتفقه بدمشق على القاضي بدر الدّين الغماري المالكي، وتزوج بنته بعده، وكان يحفظ «الموطأ» وولي قضاء دمشق غير مرّة أولها سنة ثلاث وثمانين، فلما جاءه التوقيع لم يقبل، وصمّم على عدم المباشرة، وامتنع من لبس الخلعة فولّي غيره، ثم ولّي في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين فامتنع أيضا، فلم يزالوا به حتّى قبل، فباشر ثلاث سنين، ثم صرف، ومات في ربيع الآخر فجأة بعد أن خرج من الحمّام وقد ناهز الثمانين، وهو صحيح النّقيبة، حسن الوجه واللّحية.

وفيها السلطان أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن


[١] تحرفت في «ط» إلى «مارقين» .
[٢] في «ط» : «إلى» .
[٣] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٢١٨) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>