للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها علاء الدّين علي بن نجم الدّين بن عبد الواحد بن شرف الدّين محمد بن صغير [١] ، رئيس الأطباء بالديار المصرية.

قال ابن حجر: كان فاضلا، مفنّنا، انتهت إليه المعرفة، وكان ذا حدس صائب جدا، يحفظ عنه المصريون أشياء كثيرة، وكان حسن الصورة، بهي الشكل، جميل الشّيبة، أخذ عنه شيخنا ابن جماعة، وكان يثني على فضائله، اجتمعت به مرارا، وسمعت فوائده، وكان له مال قدر خمسة آلاف دينار قد أفرده للقرض، فكان يقرض من يحتاج من غير استفضال، بل ابتغاء الثواب.

قرأت بخط الشيخ تقي الدّين المقريزي: كان يصف الدواء للموسر بأربعين ألفا [٢] ويصف الدواء في ذلك الداء بعينه للمعسر بفلس. قال: وكنت عنده، فدخل عليه شيخ شكا ما به من السّعال، فقال: لعلك تنام بغير سراويل؟ قال: أي والله، قال: لا تفعل، نم بسراويلك، فمضى فصدفت ذلك الشيخ بعد أيام فسألته عن حاله، فقال: عملت بما قال فبرئت.

قال: وكان لنا جار حدث لابنه رعاف [٣] حتّى أفرط، فانحلت قوى الصغير، فقال له شرّط آذانه [٤] فتعجب وتوقف، فقال: توكل على الله وافعل. قال:

ففعل ذلك فبرئ، وله من هذا النمط أشياء عجيبة.

مات بحلب في ذي الحجّة ثم نقلته ابنته إلى مصر فدفنته بتربتهم.

وفيها أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي الحسني [٥] الفاسي ثم المكي المالكي، سبط الخطيب بهاء الدّين محمد بن التّقي عبد الله بن المحبّ الطبري [٦] .


[١] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٢٢٨) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٧٩) و «النجوم الزاهرة» (١٢/ ١٤٠) و «الدليل الشافي» (١/ ٤٦٢) .
[٢] كذا في «ط» و «إنباء الغمر» : «بأربعين ألفا» وفي «آ» : «بأربعين فلسا» .
[٣] الرّعاف: سيلان الدم من الأنف. انظر «معجم الوسيط» (١/ ٣٦٧) .
[٤] في «إنباء الغمر» : «أذنيه» وانظر التعليق عليه.
[٥] تحرفت في «ط» إلى «الحببي» .
[٦] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٢٢٩) و «العقد الثمين» (١/ ٣٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>