للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعتنى بالعلم، وتعانى طريق التصوف، وفاق أهل زمانه في حسن الأداء في المواعيد، وأنشأ الخطب البليغة، وقال الشعر الرائق، والتفت عليه جماعة من الأمراء والعامة، إلى أن ولي القضاء، فباشره بمهابة وصرامة، ولم يحمد مع ذلك في ولايته، وأهين بعد عزله بمدة.

وقال ابن القطّان: كان شديد البخل بالوظائف، وكان أيام هو واعظا خيرا من أيام هو قاضيا.

توفي في أحد الجمادين وقد جاوز الستين.

وفيها محمد بن علي بن صلاح الحريري الحنفي [١] ، إمام الصرغتمشية. سمع من الوادي آشي، ومحمد بن غالي في آخرين [٢] واعتنى بالقراءات والفقه، وأخذ عن قوام الدّين الأتقاني وغيره، وله إلمام بالحديث، وناب في الحكم، وسمع منه ابن حجر وغيره، وتوفي في رجب.

وفيها غياث الدّين أبو المكارم محمد بن صدر الدّين محمد بن محيي الدّين عبد الله بن أبي الفضل محمد بن علي بن حمّاد بن ثابت الواسطي ثم البغدادي الشافعي، المعروف بابن العاقولي [٣] .

قال ابن قاضي شهبة في «طبقاته» : صدر العراق، ومدرّس بغداد وعالمها، ورئيس العلماء بالمشرق.

مولده في رجب سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ببغداد، ونشأ بها، وسمع من والده وجماعة، وأجاز له جماعة.

قال الحافظ شهاب الدّين بن حجي: كان مدرس المستنصرية ببغداد كأبيه وجده، ودرّس أيضا بالنظامية كأبيه، ودرّس هو بغيرهما، وكان هو وأبوه وجدّه كبراء بغداد، وانتهت إليه الرئاسة بها في مشيخة العلم والتدريس، وصار المشار


[١] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٢٧٣) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٦٦) و «النجوم الزاهرة» (١٢/ ١٤٨) .
[٢] في «ط» : «وآخرين» وما جاء في «آ» موافق لما في «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.
[٣] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٢٧٥) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ١٩٤) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ٢٤١) و «بغية الوعاة» (١/ ٢٢٥) و «الأعلام» (٧/ ٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>