للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، واشتغل في شبيبته، وحفظ «الحاوي» ، ونزل في المدارس، وجلس مع الشهود، ثم ولي بعض المدارس بعد والده، ونازعه الأذرعي ثم الفوي، ثم استقرّ ذلك بيده، وكان سمع المسلسل بالأولية من الشيخ تقي الدّين السّبكي، ومن محمد بن يحيى بن سعد، وحدّث به عنهما، وله إجازة حصّلها له أبوه فيها المزّي وتلك الطبقة، ولكنه لم يحدّث بشيء منها، وكان سليم الفطرة، نظيف اللّسان خيّرا، لا يغتاب أحدا، رحمه الله.

وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الغماري ثم المصري المالكي [١] .

قال ابن حجر: أخذ العربية عن أبي حيّان وغيره، وسمع الكثير من مشايخ مكّة، كاليافعي، والفقيه خليل، وسمع بالإسكندرية من النّويري، وابن طرخان.

وحدّث بالكثير، وكان عارفا باللغة والعربية، كثير المحفوظ للشعر لا سيما الشواهد، قوي المشاركة في فنون الأدب. تخرّج به الفضلاء. وقد حدّثنا [٢] بالبردة [٢] بسماعة من أبي حيّان عن ناظمها، وأجاز لي غير مرّة.

وقال السيوطي في «طبقات النحاة» تفرّد على رأس الثمانمائة خمسة علماء بخمسة علوم: البلقيني بالفقه، والعراقي بالحديث، والغماري هذا بالنحو، والشّيرازي صاحب «القاموس» باللغة، ولا استحضر الخامس. انتهى.

وتوفي في شعبان عن اثنتين وثمانين سنة.

وفيها نجم الدّين محمد بن محمد بن عبد الدائم الباهلي [٣]- نسبة إلى باهة بالموحدة. التحتية قرية من قرى مصر من الوجه القبلي- المصري الحنبلي.

قال ابن حجر: اشتغل كثيرا، وسمع من شيوخنا ونحوهم، وعني بالتحصيل، ودرّس وأفتى، وكان له نظر في كلام ابن عربي فيما قيل. انتهى.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ١٧٩) و «الضوء اللامع» (٩/ ١٤٩) و «بغية الوعاة» (١/ ٢٣٠) .
[٢، ٢] ما بين الرقمين سقط من «ط» .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ١٨١) و «الضوء اللامع» (٩/ ٢٢٤) و «السحب الوابلة» ص (٤٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>