للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت مع زوجها الحافظ شمس الدّين الحسني من ابن الخبّاز، والمرداوي، ومن بعدهما، وحدّثت.

وتوفيت في رمضان عن بضع وستين سنة.

وفيها جمال الدّين عبد الله بن محمد بن طيمان- بفتح الطاء المهملة وسكون الياء التحتانية- المصري الطّيماني الشّافعي [١] ، نزيل دمشق.

ولد قبل السبعين وسبعمائة بيسير، وحفظ «الحاوي الصغير» ولازم البلقيني، وعزّ الدّين ابن جماعة، واشتغل بالقاهرة، ونبغ في الفقه، وشارك في الفنون، ثم نزل دمشق، وأفتى، ودرّس، وكان يلبس قريبا من زي التّرك، وكان ذكيا ماهرا لا يتكلم إلّا معربا، ويتعانى طريق الصّوفية، وكان يتردد إلى دمشق بسبب وقف له، وحضر عند شيوخها، وشهدوا له بالتقدم في الفقه.

وأقام بدمشق يفتي، ويشغل، ويصنّف، ويدرّس، وشرع في جمع أشياء لم تكمل، واختصر شرح الشيخ شرف الدّين الغزي على «المنهاج» ولخص من كلام الأذرعي وغيره أشياء، على «المنهاج» لم تشتهر لغلاقة لفظه واختصاره، وأثنى عليه ابن حجي، وأخبر أنه أخذ عنه، وقتل بمنزله بالتعديل في الفتنة التي بين الناصر وغرمائه في صفر عن نحو سبع وأربعين سنة، ودفن بمقابر الحميرية [٢] بالقرب من قبر عاتكة إلى جانب الشيخ الزّاهد علي بن أيوب، رحمهما الله تعالى.

وفيها سراج الدّين عمر بن عبد الله الهندي، المعروف بالفافا [٣] [٤] بفاءين، لقّب بذلك لكثرة نطفة بالفاء [٤] .

قال ابن حجر: كان عارفا بالفقه والأصول والعربية، أقام بمكة أزيد من أربعين سنة، فأفاد الناس في هذه العلوم.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٧٨) و «الضوء اللامع» (٥/ ٥٠) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ٢٨) و «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ٢٥٦) .
[٢] في «آ» : «الحمرية» وفي «ط» : «الحموية» وما أثبته من «الدارس في تاريخ المدارس» .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٨٩) و «الضوء اللامع» (٦/ ٩٨) .
[٤، ٤] ما بين الرقمين لم يرد في «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>