للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قشقشنا [له] فقشقش لنا، والقشقشة: الرّديء من العطية [١] .

وكتب إليه عمر بن عبد العزيز يقول له: إني قد ابتليت بهذا الأمر، فانظروا لي أعوانا يعينونني [٢] عليه. فكتب إليه الحسن: أما أبناء الدّنيا فلا تريدهم، وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك [٣] فاستعن بالله والسلام.

وله مع الحجّاج وقعات هائلة، وسلمه الله من شره، وربما حضر مجلسه فلم [٤] يقم، بل يوسع له ويجلس إلى جنبه، ولا يغير كلامه الذي هو فيه.

وقال أبو بكر الهذليّ: قال لي السّفّاح: بأي شيء بلغ حسنكم ما بلغ؟

فقلت: جمع القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ثم لم يخرج من سورة إلى غيرها حتّى يعرف تأويلها، وفيما أنزلت، ولم، يقلب درهما في تجارة، ولا ولي سلطانا، ولا أمر بشيء حتّى فعله، ولا نهى عن شيء حتّى ودعه، فقال بهذا بلغ الشيخ ما بلغ.

وكان جلّ كلامه حكم ومواعظ، بقوة عبارة وفصاحة.


عمران بن حصين رضي الله عنه. ورواه أبو داود، والنسائي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بلفظ: «لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف» ورواه أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه بلفظ «لا طاعة لمن لم يطع الله» وهو حديث صحيح. وانظر «صحيح مسلم» رقم (١٨٤٠) (٣٩) و (٤٠) .
[١] كذا في الأصل، والمطبوع: «قشقشنا فقشقش لنا، والقشقشة الرديء من العطية» ، ولم أر لهذا الكلام معنى في كتب اللغة. وفي «مرآة الجنان» لليافعي (١/ ٢٥٨) - وهو مصدر كلام المؤلف-: «سفسفنا له، فسفسف لنا. والسفساف: الرديء من العطية.
قال ابن منظور في «لسان العرب» (سفف) : السفساف: الرّديء من كل شيء، والأمر الحقير، وكل عمل دون الإحكام سفساف.
[٢] في الأصل، والمطبوع: «يعينوني» وما أثبته من «مرآة الجنان» .
[٣] في المطبوع: «فلا يريدونه» وهو خطأ.
[٤] في الأصل: «فلا» وأثبت ما في المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>