للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأت بحمد الله جامع مسلم ... بجوف دمشق الشّام جوف الإسلام

على ناصر الدّين الإمام بن جهبل ... بحضرة حفّاظ مشاهير أعلام

وتمّ بتوفيق الإله وفضله ... قراءة ضبط في ثلاثة أيام

فسبحان المانح الذي يؤتي فضله من يشاء، وكان يرجو وفاته بمكّة فما قدّر له ذلك، بل توفي بزبيد ليلة العشري من شوال، وهو متمتّع بحواسه، وقد ناهز التسعين.

وفيها- أو في التي قبلها، وبه جزم في المنهل الصّافي- صدر الدّين أبو الحسن علي بن محمد قاضي القضاة الدمشقي الحنفي، المعروف بابن الأدمي [١] .

ولد بدمشق سنة سبع وستين وسبعمائة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم، وطلب العلم، حتّى تفقه وبرع، وشارك في عدة فنون، ومهر في الأدب، وقال الشعر الفائق الرائق، وولي كتابة سرّ دمشق، ثم عزل، وولي قضاءها، وكان خصيصا بالأمير شيخ المحمودي نائب دمشق، وامتحن من أجله، فلما تسلطن شيخ المذكور عرف له ذلك، وولّاه قضاء قضاة الحنفية بالدّيار المصرية فلم تطل مدته، بل باشر أقل من سنة.

ومن شعره:

يا متّهمي بالسّقم كن مسعفي ... ولا تطل رفضي فإني عليل

أنت خليلي فبحقّ الهوى [٢] ... كن لشجوني راحما يا خليل

ومنه:

قد نمّق العاذل يا منيتي ... كلامه بالزّور عند الملام


[١] ترجمته في «المنهل الصافي» (١/ ٤٨١) و «النجوم الزاهرة» (١٤/ ١٤٣) و «الضوء اللامع» (٦/ ٨- ٩) .
[٢] أقول: لا يحلف بحق الهوى ولا بغيره، بل بالله تعالى فقط. (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>