للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى فارقها، فتدلّه عقله من حبّها إلى أن مات ولها بها، ويحكى أنها تزوجت بعده رجلا من العوام فأذاقها الهوان وأحبّته وأبغضها عكس ما جرى لها مع غياث الدّين، ويحكى أنها زارته في مرضه واستحللته فحاللها من شدّة حبّة لها.

ومن شعره فيها:

سلوا سمراء عن حربي وحزني ... وعن جفن حكى هطّال مزن

سلوها هل عراها ما عراني ... من الجنّ الهواتف بعد جن

سلوا هل هزّت الأوتار بعدي ... وهل غنّت كما كانت تغنّي

ويقول في آخرها:

سأشكوها إلى مولى حليم ... ليعفو في الهوى عنّها وعنّي

قال ابن حجر: وهذا آخر ما عرفنا خبره من المتيّمين.

مات في سابع عشر شوال.

وفيها شرف الدّين أبو الطّاهر محمد بن عزّ الدّين أبي اليمن محمد بن عبد اللّطيف بن أحمد بن محمود، المعروف بابن الكويك الرّبعي التّكريتي ثم الإسكندري [١] ، نزيل القاهرة الشافعي المسند المحدّث.

ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وأجاز له فيها المزّي، والبرزالي، والذهبي، وبنت الكمال، وإبراهيم بن القريشة، وابن المرابط، وعلي بن عبد المؤمن في آخرين، وهو آخر من حدّث عنهم بالإجازة في الدنيا، وسمع بنفسه من الإسعردي، وابن عبد الهادي، وغيرهما، ولازم القاضي عزّ الدّين بن جماعة، وتعانى المباشرات، فكان مشكورا فيها، وتفرّد بأخرة بأكثر مشايخه، وتكاثر عليه الطلبة ولازموه، وحبّب إليه التّحديث ولازمه.

قال ابن حجر: قرأت عليه كثيرا من المرويات بالإجازة والسماع، من ذلك «صحيح مسلم» في أربعة مجالس سوى مجلس الختم.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٣٤١) و «الضوء اللامع» (٩/ ١١١) و «الدليل الشافي» (٢/ ٦٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>