للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البرهان البقاعي: الإمام العلّامة القدوة سبط ابن الشهيد.

كان يعرف علوما كثيرة، ويحلّ أي كتاب قرئ عليه سواء كان عنده له شرح أم لا، وكان فصيح العبارة، حسن التقرير، صحيح الذّهن، دينا، شديد الانجماع عن الناس، مع خفّة الروح، ولطافة المزاج، والصّبر على الطلبة، وعدم الميل إلى الدنيا، وكثرة التلاوة لكتاب الله تعالى، وإيثار العزلة والانقطاع في الجامع، مع التجمل في اللّباس والهيئة.

وتوفي صبح يوم الثلاثاء تاسع شهر رمضان بدمشق عن ثلاث وثلاثين سنة، ولم أر جنازة أحفل من جنازته، وو الله لم يحصل لي بأحد من النفع ما حصل لي به. انتهى ملخصا.

وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الدائم بن عيسى بن فارس البرماوي الشافعي [١] .

ولد في نصف ذي القعدة سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وكان اسم والده فارسا فغيّره البرماوي، وتفقه وهو شاب، وسمع من إبراهيم بن إسحاق الآمدي، وعبد الرحمن بن علي [٢] القارئ، وغيرهما.

قال الحافظ تاج الدّين بن الغرابيلي الكركي ما نصه: هو أحد الأئمة الأجلاء، والبحر الذي لا تكدّره الدّلاء، فريد دهره ووحيد عصره، ما رأيت أقعد منه بفنون العلوم، مع ما كان عليه من التواضع والخير، وصنّف التصانيف المفيدة، منها «شرح البخاري» شرح حسن، ولخص «المهمات» و «التوشيح» ونظم «ألفية» في أصول الفقه لم يسبق إلى مثل وضعها وشرحها شرحا حافلا نحو مجلدين، وكان يقول: أكثر هذا الكتاب هو جملة ما حصلت في طول عمري، وشرح «لامية ابن مالك» شرحا في غاية الجودة، واختصر «السيرة» وكتب الكثير، وحشّى الحواشي المفيدة، وعلّق التعاليق النّفيسة والفتاوي العجيبة، وكان من عجائب دهره.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ١٦١) و «الضوء اللامع» (٨/ ٢٨٠) .
[٢] لفظة «علي» سقطت من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>