للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلف أباه لمّا سافر خلافة حسنة شكر عليها، ومات بمرض السّلّ في ليلة الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول بالقاهرة، ولم يكمل الثلاثين، ولم يبق لأبيه ولا له ذكر، وذكر أنه تمام عشرين ولدا ذكرا.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل الدمشقي الحنفي، المعروف بابن الكشك [١] .

قال ابن حجر: انتهت إليه رئاسة أهل الشام في زمانه، وكان شهما، قوي النّفس، يستحضر الكثير من الأحكام، ولي قضاء الحنفية استقلالا مدة، ثم أضيف إليه نظر الجيش في الدولة المؤيدية وبعدها، ثم صرف [٢] عنهما معا، ثم أعيد لقضاء الشام، وكان بينه وبين نجم الدّين ابن حجي معاداة، فكان كل منهما يبالغ في الآخر لكن كان ابن الكشك أجود من ابن [٣] حجي، سامحهما الله تعالى.

وتوفي ابن الكشك بالشام في صفر عن بضع وخمسين سنة.

وفيها تقي الدّين أبو بكر بن علي بن حجّة الحموي الأديب البارع الحنفي [٤] شاعر الشام، المعروف بابن حجّة.

ولد بحماة سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وبها نشأ، وحفظ القرآن الكريم، وطلب العلم، وعانى عمل الحرير يعقد الأزرار [٥] وينظم الأزجال، ثم مال إلى الأدب، ونثر ونظم، ثم سافر إلى دمشق، ومدح أعيانها، واتصل بخدمة نائبها الأمير شيخ المحمودي، ثم قدم صحبته إلى القاهرة، فلما تسلطن قرية وأدناه وجعله من ندمائه وخواصه، وصار شاعره، وله فيه عدة مدائح، وعظم في الدولة،


[١] سبقت ترجمته في وفيات سنة (٨٣٦) ص (٣١٥) وذكرت مظانها هناك.
[٢] تحرفت في «ط» إلى «حرف» .
[٣] لفظة «ابن» سقطت من «ط» .
[٤] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٣١٠) و «الضوء اللامع» (١١/ ٥٣) و «النجوم الزاهرة» (١٥/ ١٨٩) وقد صنّف الأستاذ الدكتور محمود الرّبداوي مصنّفا حافلا في سيرته، نشرته دار قتيبة بدمشق فيحسن بالباحث الرجوع إليه.
[٥] في «ط» : «يعقد الأزر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>