للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في «المنهل» : الشيخ الإمام العلّامة.

كان إماما بارعا في الفقه، والأصول، والفرائض، والنحو، والتصريف، وتصدّر للتدريس عدة سنين، وخطب مدة، مع سلوك ونسك وعبادة وصلاح، وكان للناس فيه اعتقاد حسن، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي يوم الأربعاء ثامن عشري ذي الحجّة. انتهى.

وفيها قاضي القضاة محبّ الدّين أبو الفضل أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر البغدادي ثم المصري [١] الحنبلي، شيخ الإسلام، وعلم الأعلام، المعروف بابن نصر الله شيخ المذهب، ومفتي الديار المصرية.

ولد ببغداد في ضحوة يوم السبت سابع عشر رجب سنة خمس وستين وسبعمائة، وسمع بها من والده الشيخ نصر الله، ومن نجم الدّين أبي بكر بن قاسم، ونور الدّين علي بن أحمد المقرئ.

وعنى بالحديث، ثم قدم القاهرة مع والده، وأخذ عن مشايخ، منهم سراج الدّين البلقيني، وزين الدّين العراقي، وابن الملقّن. وأخذ عن الشيخ زين الدّين بن رجب بالشام، وسمع بحلب من الشّهاب بن المرحّل. وولي تدريس الظّاهرية البرقوقية وغيرها. وناب في الحكم عن ابن المغلي، وناظر وأفتى، وانتفع به الناس. وكان متضلعا بالعلوم الشرعية، من تفسير، وحديث، وفقه، وأصول.

قال برهان الدّين ابن مفلح في «طبقاته» : وهو من أجل مشايخنا، وانتهت إليه مشيخة الحنابلة بعد موت مستخلفه [٢] قاضي القضاة [٢] علاء الدّين ابن مغلي. وله عمل كثير في «شرح مسلم» . وله «حواشي على المحرّر» حسنة، وعلى «الفروع» ، وكتابة على الفتوى نهاية.

وأفتى [٣] بصحة الخلع حيلة، وعدم وقوع الطلاق بفعل المحلوف عليه في


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٩/ ١٣٩) و «الضوء اللامع» (٢/ ٢٣٣) و «المنهج الأحمد» الورقة (٤٨٨) من القسم المخطوط منه، و «السحب الوابلة» ص (١٠٩- ١١٥) و «المقصد الأرشد» (١/ ٢٠٢- ٢٠٤) .
[٢، ٢] ما بين الرقمين مستدرك من «المقصد الأرشد» مصدر المؤلف.
[٣] بدأ المؤلف بالنقل عن «المنهج الأحمد» ولفظة «به» التي بين الحاصرتين مستدركة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>