للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نيابة عن قاضي القضاة محبّ الدّين بن نصر الله، ثم عن قاضي القضاة بدر الدّين البغدادي، فوقعت حادثة أوجبت تغيّر خاطر بدر الدّين المذكور عليه، فعزله عن القضاء، ثم صار يحسن إليه ويبره إلى أن توفي بمصر في المحرّم الحرام.

وفيها الشيخ عبد الواحد البصير المقرئ الحنبلي الوفائي [١] .

توفي بدرب الحجاز الشريف في عوده من الحجّ بالعلا [٢] .

وفيها قاضي القضاة شمس الدّين محمد بن أحمد بن سعيد المقدسي الحنبلي [٣] قاضي مكّة المشرّفة.

ولد بكفر لبد من أعمال نابلس في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وسكن مدينة حلب قديما ودمشق، وسمع على الأعيان، وقرأ على ابن اللحّام، والتّقي ابن مفلح، والحافظ زين الدّين بن رجب، وكان عالما، خيّرا، كتب الشروط، ووقّع على الحكّام دهرا طويلا، وتفرّد بذلك، وصنّف التصانيف الجيدة، منها «سفينة الأبرار الحاملة للآثار والأخبار» ثلاث مجلدات في الوعظ، وكتاب «الآداب» وكتاب «المسائل المهمة فيما يحتاج إليه العاقل في الخطوب المدلهمّة» وكتاب «كشف الغمّة في تيسير الخلع لهذه الأمة» و «المنتخب الشافي من كتاب الوافي» اختصر فيه «الكافي» للموفق. وجاور بمكّة مرارا، وجلس بالحضرة النبوية بالمدينة الشريفة بالرّوضة، واستجازه الأعيان، وآخر مجاوراته سنة ثلاث وخمسين، فمات قاضي مكّة في تلك السنة فجهّز إليه الولاية في أوائل سنة أربع وخمسين، فاستمر بها قاضيا نحو سنة.

وتوفي في أوائل هذه السنة وخلّف دنيا ولا وارث له، رحمه الله تعالى.


[١] ترجمته في «المنهج الأحمد» الورقة (٤٩٤) .
[٢] جاء في «المعانم المطالبة» ص (٢٨٢) ما نصه: العلا- بالضم والقصر- موضع بناحية وادي القرى.
نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى تبوك. وعلّق عليه محققه العلّامة الشيخ حمد الجاسر بقوله:
أصبح هذا الموضع بلدة كبيرة الآن.
[٣] ترجمته في «الضوء اللامع» (٦/ ٣٠٩) و «التبر المسبوك» ص (٣٦٣) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (٢٠٤- ٢٠٥) وفيه: «المقدسي ثم الحلبي الحنبلي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>