للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن شرف الدّين عبد المنعم بن سليمان بن داود [١] البغدادي الأصل ثم المصري [٢] الحنبلي الإمام العالم.

ولد بالقاهرة سنة إحدى وثمانمائة، ونشأ بها، واشتغل بالعلم، وناب في القضاء بالديار المصرية، واشتغل، ودرّس، وناظر وأفتى، ثم استقلّ بقضاء القضاة يوم الاثنين عشري جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثمانمائة، فباشر على أحسن وجه، وكان عفيفا في ولايته، لا يقبل رشوى ولا هدية، وبهذا ظهر أمره واشتهر اسمه في الآفاق. وكان مقصدا، وانتهت إليه في آخر عمره رئاسة المذهب، بل رئاسة عصره. وكان معظّما عند الملك الظّاهر جقمق، مسموع الكلمة عند أركان الدولة، وكانت له معرفة تامة بأمور الدنيا، ويقوم مع غير أهل مذهبه، ويحسن إليهم، ويرتّب لهم الأموال، ويأخذ لهم الجوائز، ويعتني بشأنهم، خصوصا أهل الحرمين الشريفين. وكان عنده كرم ويميل إلى محبّة الفقراء، وفتح عليه بسبب ذلك.

قال البرهان بن مفلح: ولقد شاهدته- وهو في أبهته وناموسه- بمسجد الخيف يقبّل يد شخص من الفقراء ويمرها على وجهه.

توفي يوم الخميس ثامن شهر جمادى الأولى.

وكان ولده شرف الدّين محمد [٣] توفي قبله. وكان ديّنا، عفيفا، فاضلا، له معرفة بالأمور كأبيه، وباشر نيابة الحكم عن والده، وانقطع نسله، ودفن خارج باب النصر في تربة جدّ والده الشيخ عبد المنعم، ووجد عليه والده والناس.


[١] في «الضوء اللامع» و «السحب الوابلة» : «ابن داود بن سليمان» .
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (٩/ ١٣١) و «المنهج الأحمد» الورقة (٤٩٥) و «السحب الوابلة» ص (٤٣٨) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٥١٤- ٥١٦) .
[٣] ترجمته في «الضوء اللامع» (٩/ ٢٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>