للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاق أهل العصر، فما رام بديع معنى إلّا أطاعه، وأنعم وأطال الاعتناء بالأدب، فحوى فيه قصب السّبق إلى أعلى الرّتب.

ومن مصنّفاته «حاشية على التوضيح» في مجلدة، وبعض حاشية على «الجاربردي» وكتاب «تأهيل الغريب» يشتمل على قصائد مطوّلات كلّها غزل، و «الشّفا في بديع الاكتفاء» و «خلع العذار في وصف العذار» و «صحائف الحسنات» و «روضة المجالسة [١] [٢] في بديع المجانسة [٢] » و «مراتع الغزلان في وصف الحسان من الغلمان» و «حلبة [٣] الكميت في وصف الخمر» . وكان سمّاه أولا «الحبور والسّرور في وصف الخمور» فحصلت له بسببه محنة عظيمة واستفتى عليه فغيّر تسميته.

ومن شعره ما ذكره في «الشّفا» :

بعد صباح الوجه عيشي مضى ... فيا رعى الله زمان الصّباح

وبتّ أرعى النّجم لكنّني ... أهفو إذا هبّ نسيم الصّباح

ومنه:

عسى شربة من ماء ريقك تنطفي [٤] ... بها كبدي الحرّي وتبرى من الظّما

فحتّام لا أحظى بها وإلى متى ... أقضي زماني في عسى ولعلّ ما

ومنه:

لقد تزايد همّي مذ نأى فرج ... عنّي وصدري أضحى ضيّقا حرجا

ورحت أشكو الأسى والحال ينشدني ... يا مشتكي الهمّ دعه وانتظر فرجا

ثم ذكر له أشياء حسنة وأخرى بضدها، وأظهر تحاملا عليه، فلذلك لم أذكر شيئا من ذلك، فرحمهما الله تعالى.


[١] في «آ» : «روضة المجانسة» وفي «ط» : «وروضة المجالس» والتصحيح من «كشف الظنون» (١/ ٩٣٢) و «الضوء اللامع» (٧/ ٢٣٠) .
[٢، ٢] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[٣] في «ط» : «حلية» وهو تصحيف، وانظر «كشف الظنون» (١/ ٦٨٧) و «الضوء اللامع» (٧/ ٢٣٠) .
[٤] في «آ» : «ينطفي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>