للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: أي والله، وانقطع قلبي من الجري. فقال: لا تأخذ عليّ فإني لم أشعر بشيء مما فعلته.

وكان الشيخ يلازم لبس الطّيلسان كما هو السّنّة، ويرخيه كثيرا على وجهه وقت حضور الشيخونية. وكان يخفّف الحضور جدا ويخفّف صلاته، كما هو شأن الأبدال، فقد نقلوا أن صلاة الأبدال خفيفة.

وكان الشيخ أفتى برهة من عمره، ثم ترك الإفتاء جملة.

وولي من الوظائف تدريس الفقه بالمنصورية وبقبّة الصالح، وبالأشرفية، [التي بقرب المشهد النّفيسي، ثم نزل عنها لشيخنا الشيخ سيف الدّين الحنفي تلميذه، لما قرّره الأشرف برسباي شيخنا في مدرسته عوضا عن العلاء الرّومي، ثم رغب عنها، واستقرّ بعد ذلك في مشيخة] الشيخونية [١] ، فباشرها مدة أحسن مباشرة، غير ملتفت إلى أحمد من الأكابر وأرباب الدولة، ثم رغب عنها لمّا جاور بالحرمين، واستقرّ بعده شيخنا العلّامة محيي الدّين الكافيجي.

وكان حسن اللّقاء، والسّمت، والبشر، والبزّة، طيّب النّغمة، مع الوقار والهيبة والتواضع المفرط، [والإنصاف] والمحاسن الجمّة. وكان أحد الأوصياء عليّ.

وله تصانيف، منها «شرح الهداية» سمّاه «فتح القدير للعاجز الفقير» وصل فيه إلى أثناء الوكالة، و «التحرير في أصول الفقه» و «المسايرة» [٢] في أصول الدّين، و «كرّاسة في إعراب سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» . وله «مختصر» في الفقه سمّاه «زاد الفقير» . وله نظم نازل.

مات يوم الجمعة سابع رمضان. انتهى.


[١] في «آ» و «ط» : «وبالأشرفية والشيخونية» .
[٢] تحرفت في «بغية الوعاة» إلى «والمسامرة» فلتصحح.

<<  <  ج: ص:  >  >>