للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها القاضي نور الدّين علي بن محمد بن أقبرس الشافعي [١] الإمام العلّامة.

قال في «العنوان» : ولد سنة إحدى وثمانمائة بالقاهرة، وأخبرني أنه تلا بالسبع على الشّمس الزراتيتي [٢] ، والشيخ أمير حاج، وأنه أخذ الفقه عن الشيخ شمس الدّين الأبو صيري، والشيخ عزّ الدّين بن جماعة، والشمس البرماوي.

والمنطق [٣] . وكان رفيقه الكمال بن الهمام عن الجلال الهندي، وأثنى على علمه به، ولازم الشمس البساطي فانتفع به في النحو، والتصريف، والمعاني، والبيان، والأصلين، والمنطق، وغير ذلك. وعنده فضيلة، وكلامه أكثر من فضيلته، وعنده جرأة وطلاقة لسان وقدرة على الدخول في الناس، وعلى صحبة الأتراك. صحب جقمق العلائي، ولازمه حتّى عرف به، فلما ولي السلطنة حصل له منه حظ وولّاه وظائف، منها نظر الأوقاف، ووسّع في دنياه جدا. وناب في القضاء للشمس الهروي وغيره، وله نظم وسط ربما وقع فيه الجيد، وكذا نثره، وسمع شيخنا ابن حجر وغيره، وحجّ، وجاور، وسافر إلى دمشق، وزار القدس، ودخل ثغر إسكندرية ودمياط.

ومن نظمه:

يا ربّ ما لي غير رحمتك التي ... أرجو النّجاة بها من التّشديد

مولاي لا علمي ولا عملي إذا ... حوسبت ما عندي سوى التّوحيد

انتهى ملخصا.

وتوفي بالقاهرة في صفر وقد جاوز الستين.


[١] ترجمته في «الضوء اللامع» (٥/ ٢٩٢) و «الذيل التام على دول الإسلام» (٢/ ٧٢) من المنسوخ و «الدليل الشافي» (١/ ٤٨٠) و «النجوم الزاهرة» (١٦/ ١٩٠) .
[٢] تصحفت في «ط» : إلى «الزراتيني» .
[٣] كأن لفظة «والمنطق» هنا قد أثبتها المؤلف رحمه الله أثناء النقل عن «الضوء اللامع» من مكانها الصحيح بعد سطرين، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>