للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من التنقّل في البلاد والفوز بالغزو والحجّ- أدام الله نعمه آمين-.

ومن ثمرات ذلك أيضا الإراحة من الحروب والوقائع التي أعقبتها هذه الواقعة، فإنها استمرت أكثر من ثلاثين سنة، ولعلها زادت على مائة وقعة، كان فيها ما قاربت القتلى فيه ألفا. انتهى بحروفه.

وأخذ المترجم عن أساطين عصره، كابن ناصر الدّين، وابن حجر، وبرع، وتميّز، وناظر وانتقد حتى على شيوخه، وصنّف تصانيف عديدة، من أجلّها «المناسبات القرآنية» [١] و «عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران» [٢] و «تنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي» وانتقد عليه بسبب هذا التأليف، وتناولته الألسن، وكثر الردّ عليه، فممن ردّ عليه العلّامة السيوطي بكتابه «تنبيه الغبي بتبرئة ابن العربي» .

وبالجملة فقد كان من أعاجيب الدّهر وحسناته.

وتوفي بدمشق في رجب عن ست وسبعين سنة.

وفيها علاء الدّين أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن محمد المرداوي السّعدي ثم الصّالحي الحنبلي [٣] الشيخ الإمام العلّامة المحقّق المفنّن أعجوبة الدّهر، شيخ المذهب وإمامه ومصححه ومنقّحه، بل شيخ الإسلام على الإطلاق ومحرّر العلوم بالاتفاق.

ولد سنة سبع عشرة وثمانمائة، وخرج من بلده مردا في حال الشبيبة، فأقام بمدينة سيدنا الخليل- عليه الصلاة والسلام- بزاوية الشيخ عمر المجرّد رحمه الله، وقرأ بها القرآن، ثم قدم إلى دمشق، ونزل بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر بالصّالحية، واشتغل بالعلم، فلاحظته العناية الرّبانية، واجتمع بالمشايخ، وجدّ في


[١] واسمه- كما في الأعلام- «نظم الدّرر في تناسب الآيات والسور» وهو مطبوع في سبع مجلدات، ويعرف ب «مناسبات البقاعي» أو «تفسير البقاعي» .
[٢] ذكر العلّامة الزركلي بأنه في أربع مجلدات، وأن له مختصرا اسمه «عنوان العنوان» .
[٣] ترجمته في «الضوء اللامع» (٥/ ٢٢٥- ٢٢٧) و «المنهج الأحمد» الورقة (٥٠٩- ٥١٤) و «الجوهر المنضد» ص (٩٩- ١٠١) و «السحب الوابلة» ص (٢٩٦- ٢٩٧) و «البدر الطالع» (١/ ٤٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>