للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغاليط، فغضب والده، وضرب بالطبق على [١] رأسه، ولما مات والده كان مناهزا للعشرين سنة، فأعطاه السلطان محمد [٢] إحدى المدارس الثمان، ثم أعطاه دار الحديث بأدرنة، ثم جعله معلما لنفسه، ومال إلى صحبته، وكان لا يفارقه، ولما جاء المولى على القوشجي أخذ عنه العلوم الرياضية، ولازمه بإشارة من السلطان محمد، وكتب حواش على شرح الجغميني لقاضي زاده، ثم جعله السلطان محمد وزيرا في سنة خمس وسبعين، ثم وقع بينه وبين السلطان أمر كان سببا لعزله وحبسه، فاجتمع علماء البلدة، وقالوا: لا بد من إطلاقه، وإلّا نحرق كتبنا في الديوان العالي ونترك مملكتك [٣] ، فأخرج وسلّم إليهم، ولما سكنوا أعطاه قضاء سفري حصار مع مدرسته، وأخرجه في ذلك اليوم من قسطنطينية، فلما وصل إلى أزنيق أرسل خلفه طبيبا وقال: عالجه فإنّ عقله قد اختل، فكان الطبيب المذكور يدفع إليه كل يوم شربة ويضربه خمسين عصا، فلما سمع المولى ابن حسام الدّين بذلك أرسل إلى السلطان كتابا بأن ترفع عنه هذا الظلم أو أخرج من مملكتك، فرفع عنه ذلك، وذهب إلى سفري حصار، وأقام بها بما لا يمكن شرحه من الكآبة والحزن، ومات السلطان محمد وهو فيها، فلما جلس السلطان بايزيد خان على سرير الملك أعطاه مدرسة دار الحديث بأدرنة، وعيّن له كل يوم مائة درهم، فكتب هناك «حواش على مباحث الجواهر من شرح المواقف» وأورد أسئلة كثيرة على السيد الشريف، وله كتاب بالتركية في «مناجاة الحق» سبحانه، وكتاب في «مناقب الأولياء» بالتركية أيضا.

وتوفي بأدرنة ولم يوجد في بيته حطب يسخن به الماء وذلك لفرط سخائه.

انتهى ملخصا.

وفيها تقريبا المولى يعقوب باشا بن المولى خضر بك بن جلال الدّين الحنفي [٤] أخو المترجم قبله.


[١] لفظة «على» سقطت من «ط» .
[٢] أقول: هو السلطان محمد الفاتح. (ع) .
[٣] في «آ» : «مملكته» .
[٤] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (١٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>