للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال مهذّب الدّين الخيمي نزيل مصر رأيته في النوم فمدحته وهو في القبر، فلف كفنه ورماه إليّ وقال:

لا تستقلّن معروفا سمحت به ... ميتا وأصبحت منه عاري البدن

ولا تظنّ جودي شابه بخل ... من بعد بذلي ملك الشّام واليمن

إنّي خرجت من الدّنيا وليس معي ... من كلّ ما ملكت كفّي سوى كفني

المستظهر بالله الخليفة العبّاسي المتوفى سنة (٥١٢) [١] من شعره:

أذاب حرّ الهوى في القلب ما جمدا ... لمّا مددت إلى رسم الوداع يدا

وكيف أسلك نهج الاصطبار وقد ... أرى طرائق من يهوى الهوى قددا

إن كنت أنقض عهد الحبّ يا سكني ... من بعد حبّي فلا عاتبتكم أبدا

الوزير نظام الملك صاحب المدرسة النّظامية المتوفى سنة (٤٨٥) [٢] من شعره:

بعد الثّمانين ليس قوّه ... قد ذهبت شرّة الصّبوه

كأنني والعصا بكفّي ... موسى ولكن بلا نبوّه

الوزير الطّغرائي الشهير صاحب «لامية العجم» المتوفى قتلا سنة (٥١٤) [٣] وقد جاوز الستين ولا ميته تشهد له بعلو كعبه في الأدب، وله ديوان شعر مشهور غير أن صاحب الكتاب أورد له ما يأتي:

أيا قلب [٤] مالك والهوى من بعد ما ... طاب السّلوّ وأقصر العشّاق

أو ما بدا لك في الإفاقة والألى [٥] ... نازعتهم كأس الغرام أفاقوا

مرض النّسيم وصحّ والدّاء الذي ... تشكوه [٦] لا يرجى له إفراق


[١] انظر المجلد السادس ص (٥٤- ٥٥) .
[٢] انظر المجلد الخامس ص (٣٦٢- ٣٦٥) .
[٣] انظر المجلد السادس ص (٦٨- ٧٠) .
[٤] رواية الكتاب و «وفيات الأعيان» مصدر المؤلف: «يا قلب» . وهي الأصح وزنا.
[٥] في أصل المقالة التي كتبها الكاتب: «والأولى» .
[٦] في أصل المقالة والنسخة التي نقل عنها الكاتب: «ترجوه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>