للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقت يفوت وأشغال معوّقة ... وضعف عزم ودار شأنها الغير

والناس ركضى إلى مهوى مصارعهم ... وليس عندهم من ركضهم خبر

تسعى بها خادعات من سلامتهم ... فيبلغون إلى المهوى وما شعروا

والجهل أصل فساد النّاس كلّهم ... والجهل أصل عليه يخلق البشر

وإنما العلم عن ذي الرّشد يطرحه ... كما من الطفل يوما تطرح السّرر

وأصعب الدّاء داء لا يحسّ به ... كالدّقّ يضعف حسّا وهو يستعر

وإنما لم تحسّ النّفس موبقها ... لأن أجزاءها قد عمّها الضّرر [١]

ومن شعر عبد المؤمن بن علي [الكومي التّلمساني] صاحب المغرب والأندلس، المتوفى سنة (٥٥٨) [٢] وقد كثر الثوار عليه:

لا تحفلنّ بما قالوا وما فعلوا ... إن كنت تسمو إلى العليا من الرّتب

وجرّد السّيف فيما أنت طالبه ... فما تردّ صدور الخيل بالكتب

ومن شعر طلائع بن رزّيك وزير الدّيار المصرية، المتوفى قتلا سنة (٥٥٦) [٣] :

ومهفهف ثمل القوام سرت إلى ... أعطافه النّشوات من عينيه

ماضى اللحاظ كأنّما سلّت يدي ... سيفي غداة الرّوع من جفنيه

قد قلت إذ خطّ العذار بمسكة ... في خدّه ألفيه [٤] لا لاميه

ما الشّعر دبّ بعارضيه وإنما ... أصداغه نفضت على خدّيه

النّاس طوع يدي وأمري نافذ ... فيهم وقلبي الآن طوع يديه

فاعجب لسلطان يعمّ بعدله ... ويجور سلطان الغرام عليه


[١] رواية البيت في الكتاب:
وإنما لم يحسّ المرء موقعها ... لأن أجزاءه قد عمّها الضّرر
[٢] انظر المجلد السادس ص (٣٠٥- ٣٠٦) .
[٣] انظر المجلد السادس ص (٢٩٦) .
[٤] كذا أثبت الكاتب اللفظة «ألفيه» موافقا في ذلك رواية «وفيات الأعيان» (٢/ ٥٢٧) وفي كتابنا:
«ألفين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>