للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبجانبها رباطا، مع إجراء الخيرات لأهلها كل يوم، وسبيلا عظيما للخاص والعام، ومكتبا للأيتام، وكذا أنشأ بالمدينة النّبوية مدرسة بديعة بل بنى المسجد الشريف، بعد الحريق، وعمل ببيت المقدس مدرسة كبيرة.

وقال النّجم الغزّي في كتابه «الكواكب السائرة بمناقب أعيان المائة العاشرة» : كان بين السلطان قايتباي وبين الجدّ رحمه الله غاية الاتحاد، ولكل منهما في الآخر مزيد الاعتقاد، وكان الجدّ يقطع له بالولاية. وكتب ديوانا لطيفا من نظمه وإنشائه في مناقبه ومآثره سمّاه «بالدّرّة المضية في المآثر الأشرفية» وذكر فيه أن بعض أولياء الله تعالى أظهره على مقام الملك الأشرف قايتباي في الولاية، اجتمع الجدّ بالولي المذكور في حجر إسماعيل وقت السّحر، فعرفه بمقامه، وأمره باعتقاده، ونظم في مآثره وعمائره قصيدة رائية ضمّنها الديوان المذكور، فمنها أنه عمر حصنا بالإسكندرية ومدرسة بالقرب منه وحصن ثغر دمياط وحصونا برشيد ورمّم الجامع الأمويّ بدمشق، وعمّر بغزّة مدرسة وجامعا بالصّالحية المعزّية [١] ، وجامع الروضة وجامع الكبير [٢] وتربة بصحراء مصر وقبة الإمام الشافعي [٣] ، في مآثر أخرى، ولم ينتقد عليه أحد عظيم أمر سوى ما كان من أمره بإعادة كنيسة اليهود بالقدس الشريف بعد هدمها وعقوبته لعالم القدس البرهان الأنصاري وقاضيها الشّهاب بن عبية وغيرهم بسبب هدم الكنيسة، حتى حملوا إليه وضرب بعضهم بين يديه، وقد شنّع ابن عبية عليه في ذلك وبالغ في حقّه وهو تحامل منه بسبب تعزيره له.

وقال السخاوي: وبالجملة فلم يجتمع لملك ممن أدركناه ما اجتمع له ولا حوى من الحذق والذّكاء والمحاسن مجمل ما اشتمل عليه ولا مفصله. وربما مدحه الشعراء ولا يلتفت إلى ذلك، ويقول: لو اشتغل بالمديح النّبوي كان أعظم، وترجمته تحتمل مجلدات.


[١] في «آ» : «المصرية» .
[٢] في «ط» : «الكبش» ، وفي «آ» «كبس» وكلاهما تحريف وما أثبته عن «الكواكب السائرة» .
[٣] ليست اللفظة في «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>