للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي عشية يوم الأحد ثالث عشر شعبان بدمشق، ودفن بالرّوضة، وخلّف دنيا عريضة.

وفيها أحمد ابن [١] ولي الدّين العالم الفاضل، المولى ابن المولى الحسيني الرّومي [٢] ، الشهير بأحمد باشا.

قرأ على علماء عصره، وفضل، وتنقّل في المناصب، حتّى صار قاضي عسكر ثم جعله [٣] السلطان محمد خان معلما لنفسه، واشتد ميله إليه، حتى استوزره، ثم عزله عن الوزارة لأمر وجعله أميرا على أنقرة وبروسا، وكان رفيع القدر، عالي الهمّة، كريم الطبع، سخي النّفس، ولم يتزوج لعنّة [٤] كانت به، وكان له نظم بالعربية والتركية.

وتوفي أميرا ببروسا ودفن بها بمدرسة وعلى قبره قبّة كتب على بابها محمد بن أفلاطون تاريخ وفاته وهو [٥] :

هذه أنوار مشكاة [٦] لمن ... عدّه الرّحمن من ممدوحه

فرّ من أدناس تلك الناس إذ ... كان مشتاقا إلى سبّوحه

قال روح القدس في تاريخه ... إن في الجنّات مأوى روحه

وفيها أمّ الخير أمة الخالق [٧] الشيخة الأصيلة المعمّرة.

ولدت سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وحضرت على الجمال الحنبلي، وأجاز لها الشرف بن الكويك وغيره، وهي آخر من يروي «البخاري» عن أصحاب الحجّار.

نزل أهل الأرض درجة في رواية «البخاري» بموتها، رحمها الله تعالى.


[١] لفظة «ابن» سقطت من «ط» .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٤٥- ١٤٧) ، و «الشقائق النعمانية» (١٢٣- ١٢٤) .
[٣] في «ط» : «وجعله» .
[٤] جاء في «القاموس المحيط» (عنن) : العنين ... كسكّين: من لا يأتي النساء عجزا أو لا يريدهن، والاسم العنانة.
[٥] الأبيات في «الشقائق النعمانية» .
[٦] في «الشقائق النعمانية» : «هذه مشكاة أنوار» .
[٧] ترجمتها في «الكواكب السائرة» (١/ ١٦٢) ، و «أعلام النساء» (١/ ٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>