للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمرقند، وبخارى، وقرأ على علمائها أيضا. وبرع في العلوم، حتّى جعلوه مدرسا، ثم غلب عليه حبّ الوطن، فعاد إلى بلاد الرّوم في أوائل سلطنة محمد خان بن عثمان، وكان المولى الكوراني يقول له: لا تتم سلطنتك إلّا أن يكون عندك واحد من أولاد الفناري، فلما دخل المترجم بلاد الرّوم أعطاه السلطان محمد مدرسة [مناسبتر] [١] بمدينة بروسا بخمسين درهما، ثم مدرسة والده مراد خان بها بستين، ثم ولّاه قضاءها، ثم قضاء العسكر، ومكث فيه عشر سنين، وارتفع قدر العلماء في زمن ولايته إلى أوج الشّرف، وكانت أيّامه تواريخ، ثم لما تولى أبو يزيد جعله قاضيا بالعسكر في ولاية روم إيلي، ومكث فيه ثمان سنين.

وكان شديد الاهتمام بالعلم، لا ينام على فراش، وإذا غلبه النوم استند والكتب بين يديه، فإذا استيقظ نظر فيها، وشرح «الكافية» وكتابا في الحساب، وكان ماهرا في سائر العلوم.

ثم خدم العارف بالله حاج خليفة، ودخل الخلوة عنده، وحصل له في علم التّصوف ذوق، لكنه كان مغرى بصحبة السّلاطين، بحيث كان يغلب عليه الصّمت إلّا إذا ذكر له صحبة سلطان يورد الحكايات اللّطيفة والنّوادر.

وحكى عنه تلميذه الخيالي أنه قال: ما بقي من حوائجي إلّا ثلاث: الأولى أن أكون [٢] أول من يموت في داري والثانية أن لا يمتد بي مرض، والثالثة أن يختم لي بالإيمان قال الخيالي: فكان أول من مات في داره وتوضأ يوما [٣] للظهر، ثم حمّ ومات مع أذان العصر فاستجيب له.

وفيها جمال الدّين محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الشّهير بابن علي بأفضل السّعدي- نسبة إلى سعد العشيرة- الحضرمي [٤] ثم العدني.

قال في «النور السافر» : المتفق على جلالة قدره علما وعملا وورعا.


[١] الاستدراك عن «الشقائق» و «الكواكب» .
[٢] في «ط» : «يكون» وهو تحريف.
[٣] في «ط» : «بها» مكان «يوما» وهو خطأ.
[٤] ترجمته في «النور السافر» ص (٢٣- ٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>