للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باشكيل، ومحمد باخميس، ودأب واجتهد، وأكب على الاشتغال ليلا ونهارا.

وكان فقيرا لا يملك شيئا. وقاسى في أيام طلبه من الجوع والمكابدة ما هو مشهور عنه. وبرع في سائر العلوم، وحقق الفنون، وساد الأقران، وسارت بفضله الركبان، ووقع على تقدمه الإجماع وابتهجت بذكره النواظر والأسماع، وصار عمدة يرجع إلى قوله. وفتواه في زمن مشايخه، وقرّت به عيونهم وزوّجه شيخه أبو شكيل بابنته، ورزق منها أولادا فضلاء نجباء. وكان مهابا جدا تخضع له الملوك، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يراعى أحدا في دين الله تعالى ولا يخاف في الله لومة لائم، وكلّفه علي بن طاهر قضاء عدن فدام قريب أربعة أشهر، ثم ترك وتوجه لنفع الطلبة خاصة وعمل على جامع المختصرات نكتا في مجلدة، وكذا على «ألفية النحو» وشرح «الملحة» شرحا حسنا، ولخص شرح ابن الهائم على «هائمتيه» [١] إلى غير ذلك من الرسائل في علم الهندسة [٢] وغيرها. قاله السخاوي.

وممن تخرّج به عفيف الدّين ابن الحاج ومحمد باقضام، والعلامة محمد بحرق، وغيرهم.

وله نظم كثير جدا منه [٣] .

أعط المعيّة حقّها ... واحفظ له حسن الأدب

واعلم بأنّك عبده ... في كلّ حال وهو رب

وتوفي بعدن يوم السبت حادي عشري المحرم.

وفيها جمال الدّين محمد بن إبراهيم المكدش [٤]- بفتح الميم، وسكون الكاف، وكسر الدال المهملة، آخره شين معجمة- فقيه اللامية ومفتيها ببلدة سامر. وكان له بها مشهد عظيم. وبنو المكدش هؤلاء أخيار صالحون، اشتهر منهم جماعة بالولاية التامة، وظهور الكرامات، وقريتهم يقال لها الأنفة- بفتح الهمزة، وفتح النون، والفاء آخره تاء تأنيث جهة بوادي سهام، وهي محلّة مقصودة


[١] في «البدر الطالع» : «على الياسمينية» .
[٢] في «البدر الطالع» : «في علم الهيئة» .
[٣] البيتان في «النور السافر» ص (٣٣) .
[٤] ترجمته في «النور السافر» ص (٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>