للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخلت عليه وقبّلت يده أوصاني بالاشتغال بالعلم. وقال: أنا لا أغفل عنك، ثم أعطاه السلطان محمد إحدى المدارس الثمانية، ثم جعله قاضيا بالقسطنطينية، ثم صار مفتيا بها في أيام السلطان أبي يزيد خان، واستمرّ حتى مات.

وكان عالما كبيرا، ذكر تلميذه المولى محيى الدّين الفناري أنه لم يجد مسألة شرعية، أو عقلية، إلّا وهو يحفظها، وهذه مبالغة.

وكان حليما، صبورا، لا يكاد يغضب، حتّى تحاكم إليه- وهو قاض- رجل وامرأة، فحكم للرجل، فاستطالت عليه المرأة، وأساءت القول في حقّه فلم يزدها على أن قال: لا تتعبي نفسك حكم الله لا يغيّر وإن شئت أن أغضب عليك فلا تطمعي، وله حواش مقبولة متداولة على «شرح الطوالع» للأصبهاني، وحواش مقبولة أيضا على «شرح المختصر» للسيد الشريف.

وتوفي في هذه السنة.

وفيها خليل بن نور الله المعروف بمنلا خليل الشافعي [١] نزيل حلب، تلميذ منلا علي القوشجي.

قطن حلب وأكب على القراءة عليه بها جماعة، منهم الشمس السفيري، وكتب على الفتوى، وكان يختمها بخاتم له على طريقة الأعجام، وكانت له مواعيد حسنة بالجامع الكبير، وكان علّامة، ألّف رسالة في المحبة، و «رسالة الفتوح في بيان ماهية [٢] النّفس والروح» ورسالة في بيان نكتة التثنية في قوله تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ٥٥: ١٧ [الرّحمن: ١٧] مع الإفراد [٣] في قوله: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ٧٣: ٩ [المزمل: ٩] والجمع ٣) في قوله بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ٧٠: ٤٠ [المعارج: ٤٠] .

وتوفي بحلب وحمل سريره برسباي الجركسي كافل حلب، ودفن خارج باب المقام.


[١] ترجمته في «در الحبب» (١/ ٥٩٩) و «الكواكب السائرة» (١/ ١٩٠) .
[٢] ليست اللفظة في «آ» .
[٣] ليس ما بين الرقمين في «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>