للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه تصانيفه وغيرها، وأذن له في التدريس وأكثر من السماع هناك على أبي الفرج المراغي، وسمع بمكة من كمالية بنت النّجم المرجاني، وشقيقها الكمال، والنّجم عمر بن فهد في آخرين. وانتفع به جماعة الطلبة في الحرمين.

وألّف عدة تآليف منها «جواهر العقدين في فضل الشرفين» ، و «اقتفاء الوفا بأخبار دار المصطفى» [١] ، احترق قبل تمامه، و «مختصر الوفا» و «مختصره [٢] خلاصة الوفا لما يجب لحضرة المصطفى» [٣] وحاشية على «الإيضاح في مناسك الحج» للإمام النووي سمّاها «الإفصاح» وكذا على «الروضة» وسمّاها «أمنية المعتنين بروضة الطّالبين» وصل فيها إلى باب الرّبا، وجمع فتاويه في مجلد، وهي مفيدة جدا وحصّل كتبا نفيسة، احترقت كلّها، وهو بمكة في سنة ست وثمانين.

وزار بيت المقدس، وعاد إلى المدينة مستوطنا، وتزوج بها عدة زوجات، ثم اقتصر على السّراري، وملك الدّور وعمرها.

قال السخاوي: قلّ أن يكون أحد من أهلها لم يقرأ عليها.

وبالجملة فهو إمام مفنّن متميز في الأصلين والفقه، مديم العلم والجمع والتأليف، متوجه للعبادة والمباحثة والمناظرة، قوي الجلادة، طلق العبارة، مع قوة يقين، وعلى كل حال فهو فريد في مجموعه. انتهى وتوفي بالمدينة النبوية يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة.

وفيها الحافظ جلال الدّين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق [٤] الدين أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خضر بن أيوب بن محمد بن الشيخ همام الدّين الخضيري السّيوطي [٥] الشافعي المسند المحقّق المدقّق، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة.

ولد بعد مغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة،


[١] ويعرف ب «وفاء الوفا» وهو مطبوع بمصر قديما.
[٢] في «ط» : «ومختصر» .
[٣] ويعرف ب «خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى» وهو مطبوع من دون تحقيق.
[٤] في «ط» : «ساق» وهو تحريف.
[٥] ترجمته في «الضوء اللامع» (٤/ ٦٥- ٧٠) و «الكواكب السائرة» (١/ ٢٢٦- ٢٣١) و «متعة الأذهان»

<<  <  ج: ص:  >  >>