للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ على علماء عصره، واتصل بخدمة المولى يكان، وولي التدريس والولايات، وتنقلت به الأحوال إلى أن ولاه السلطان محمد بن عثمان قضاء العسكر الأناضولية، ولما تولى السلطان أبو يزيد أقرّه في منصبه، ثم جعله قاضيا بالعسكر الرّوميلية، وبقي فيه حتّى توفي.

قال في «الشقائق» : وكان رجلا طويلا عظيم اللّحية طلق الوجه [متواضعا] محبا للمشايخ، بحرا في العلوم، محبا للعلم والعلماء، ألف «حاشية» على سورة الأنعام من «تفسير القاضي البيضاوي» ، و «حاشية» على «المقدمات الأربع في التوضيح» ، وكتابا في الصّرف سمّاه ميزان التصريف، وكتابا في اللغة جمع فيه غرائب اللغات، ولم يتم وبنى مدرسة بالقسطنطينية ومسجدا ودارا للتعليم وبها دفن وقد جاوز التسعين.

وفيها جمال الدين يوسف الحمامي المصري [١] المالكي القاضي الإمام العلّامة.

قال الحمصي: كان صالحا مباركا وباشر نيابة الحكم العزيز بمصر القاهرة، وتوفي بها سابع عشر شعبان.

وفيها يوسف الحميدي الشهير [٢] بشيخ بستان الرّومي [٣] الحنفي العالم الفاضل.

اشتغل بالعلم أشد الاشتغال [٤] ولم يكن ذكيا، لكن كان طبعه خالصا من الأوهام، وصار معيدا عند قاضي زاده، ثم وصل إلى خدمة خواجه زاده، ثم صار مدرّسا ببعض المدارس، وولي مدرسة أحمد باشا ابن ولي الدين ببروسا، وكان ساكنا ببروسا في بعض رباطاتها متجردا عن العلائق، راضيا بالقليل من العيش، ولم يتزوج، وله حواش على «شرح المفتاح» للسيد مقبولة، وتوفي ببروسا.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٣١٧) .
[٢] كذا في «آ» : «الشهير» . وفي «ط» : «المشهور» .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٣١٧) .
[٤] في «ط» و «آ» : «اشتغال» .

<<  <  ج: ص:  >  >>