للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفتي الحنابلة بها.

كان صالحا دينا زاهدا مباركا يكتب على الفتاوي كتابة عظيمة، ولم يكن له في زمنه نظير في العلم والتواضع والتقشف على طريقة السّلف، منقطعا عن الناس، قليل المخالطة لهم، ألّف كتابا في الفقه جمع فيه بين «المقنع» و «التنقيح» .

مات قبل تمامه في ذي الحجة ودفن بالصالحية.

وفيها حسين بن أحمد بن حسين الموصلي الأصل العزّازي الحلبي الشافعي المعروف بابن الأطعاني [١] .

قال ابن الحنبلي: كان صالحا، فاضلا، حسن الخط، له اشتغال على البدر السيوفي في العربية والمنطق.

توفي في هذه السنة بمكة.

قال بعض السقائين: طلبوا له مني [٢] ماء من سبيل الجوخي لقلة الماء بمكة إذ ذاك فذكرت أني الآن فارقته خاليا من الماء فصمموا عليّ في الذهاب إليه فذهبت لآتي بالماء من غيره فمررت به فإذا هو ممتلئ فملأت قربتي وعدت، وعدّ ذلك من كراماته رحمه الله تعالى.

وفيها نور الدّين حمزة المولى العالم الرّومي الحنفي، الشهير بليس چلبي [٣] .

قرأ على علماء عصره، وخدم المولى خواجه زاده، ثم صار حافظا لدفتر بيت المال، والديوان في زمن السلطان محمد خان، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان مراد خان ببروسا، ثم صار حافظا لدفتر بيت المال أيضا، في زمن السلطان أبي يزيد خان، ثم عزل وبقي متوطنا ببروسا وبنى بها زاوية للفقراء.

ومات بها ودفن بزاويته المذكورة.


[١] ترجمته في «در الحبب» (١/ ٢/ ٥٤٠- ٥٤٥) ، و «الكواكب السائرة» (١/ ١٨٤) .
[٢] في «آ» : «طلبوا مني له» .
[٣] ترجمته في «الشقائق النعمانية» (١٩١- ١٩٢) و «الكواكب السائرة» (١/ ١٨١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>