للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن لطائفه قوله [١] :

لم أجعل الفقّاع لي حرفة ... إلّا لمعنى حسنك الشّاهد

أقابل الواشي بالحدّ وال ... عاذل أسقيه من البارد

ومنها:

ولمّا احتمت منا الغزالة في السّما ... وعزّت على قنّاصها أن تنالها

نصبنا شباك الماء في الأرض حيلة ... عليها فلم نقدر فصدنا خيالها

ومن لطائفه [٢] :

يا من به رقّ شعري ... وزاد بالنّعت وصفه

قد مزّق الشّعر شاشي ... والقصد شيء ألفّه

وكان له صوف عتيق فقلبه وقال [٢] :

قد كان لي صوف عتيق طالما ... قد كنت ألبسه بغير تكلّف

والآن لي قد قال حين قلبته ... قلبي يحدّثني بأنّك متلفي [٣]

وحكي عنه أنه مرّ بالمرجة على قوم جلوس للشرب، وكانوا يعرفونه، فدعوه إلى الزاد، فقعد عندهم يذاكرهم. فبينما هم كذلك إذ جاءهم جماعة الوالي فأخذوهم وأخذوه معهم، فلما وصلوا للقاضي للتسجيل عليهم عرفه القاضي، فلامه فقال [٢] :

والله ما كنت رفيقا لهم ... ولا دعتني للهوى داعيه

وإنّما بالشّعر نادمتهم ... لأجل ذا ضمّتني القافيه


[١] البيتان في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٦١) .
[٢] البيتان في «الكواكب السائرة» (١/ ٢٦٢) .
[٣] هذا الشطر تضمين لبيت عمر بن الفارض:
قلبي يحدثني بأنك متلفي ... روحي فداك عرفت أم لم تعرف
انظر «ديوانه» - دار صادر- ص (١٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>