للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن مليح قوله في الشّراب:

وصفراء في الكأس كالزّعفران ... سباها لنا التّجر من عسقلان

تريك القذاة وعرض الإناء ... وستر لها دون مسّ البنان

لها حبب كلّما صفّقت ... تراها كلمعة برق يماني

ومن مجونه أيضا على شرابه قوله لساقيه:

اسقني يا يزيد بالقرقارة [١] ... قد طربنا وحنّت الزّمّارة [٢]

اسقني اسقني فإنّ ذنوبي ... قد أحاطت فما لها كفّاره

والوليد يدعى خليع بني مروان، وقرأ ذات يوم وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ [٣] عَنِيدٍ من وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى من ماءٍ صَدِيدٍ ١٤: ١٥- ١٦ [إبراهيم: ١٥- ١٦] ، فدعا بالمصحف فنصبه غرضا [٤] [للنشّاب] [٥] وأقبل يرميه وهو يقول:

أتوعد كلّ جبّار عنيد ... فها أنا ذاك جبّار عنيد

إذا ما جئت ربّك يوم حشر ... فقل يا ربّ خرّقني الوليد [٦]

وذكر محمّد بن يزيد المبرد أن الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- ومن ذلك الشعر:

تلعّب بالخلافة هاشميّ ... بلا وحي أتاه ولا كتاب

فقل لله يمنعني طعامي ... وقل لله يمنعني شرابي


[١] في الأصل، والمطبوع: «بالطرجهارة» وهو تحريف، والتصحيح من «مروج الذهب» .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «المزمارة» وأثبت ما في «مروج الذهب» .
[٣] في الأصل، والمطبوع: «وخاب كل خيار» وهو تحريف شنيع.
[٤] الغرض: الهدف الذي يرمى فيه. «مختار الصحاح» ص (٤٧٢) .
[٥] زيادة من «مروج الذهب» (٣/ ٢٢٦) .
[٦] أعوذ بالله من هذا الكلام صحت نسبته إليه أو لم تصح، فإنه مما لا يتلفظ به إلّا من حبط عمله، وأيقن بأن جهنم لا محال مستودعه ومقره. والبيتان في «مروج الذهب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>