للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسع وخمسين وثمانمائة، فنشأ بعده واشتغل [١] بالعلم على علماء بيت المقدس، منهم الكمال بن أبي شريف، ورحل إلى القاهرة، فأخذ عن علمائها، منهم الشمس الجوجري، وسمع الحديث، وقرأه على جماعة، وأذن له بالإفتاء والتدريس، وصار إماما علّامة، من أعيان العلماء الأخيار الموصوفين بالعلم والدّين والتواضع. وكان عنده تودّد، ولين جانب، وسخاء نفس، وإكرام لمن يردّ عليه، وأجمع الناس على محبّته.

وتوفي ليلة السبت ثالث عشر القعدة ببيت المقدس.

وفيها ولي الدّين محمد بن القاضي شمس الدّين محمد بن عمر الدّورسي الصّالحي الحنبلي [٢] الإمام العالم.

توفي بصالحية دمشق يوم السبت تاسع عشر ذي الحجّة ودفن بها.

وفيها قاضي القضاة شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله الطّولقي المالكي [٣] .

سمع على العلّامة جمال الدّين الطّمطامي.

قال ابن طولون: قدم علينا دمشق، واتجر بحانوت بسوق الذراع، ثم ولي قضاء دمشق عوضا عن قاضي القضاة شمس الدّين المرّيني، وعزل عن القضاء، ثم وليه مرارا، ثم استمر معزولا مخمولا إلى أن توفي يوم الأربعاء ثاني عشري شعبان فجأة، وكان له مدة قد أضرّ، وصار يستعطي ويتردّد إلى الجامع الأموي.

وكان يكتب عنه على الفتوى بالأجرة له، ودفن بمقرة باب الصغير. انتهى.

وفيها- أو في التي بعدها- المولى يعقوب الحميدي [٤] ، العلّامة الشهير باجه خليفة، أحد الموالي الرّومية.


[١] في «آ» : «واستقل» .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٦٨) و «النعت الأكمل» ص (٥٦ و ١٠٣) و «السحب الوابلة» ص (٤٤٣) .
[٣] ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (١٠١، آ) و «الكواكب السائرة» (١/ ٧٢) .
[٤] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٧٥) و «الكواكب السائرة» (١/ ٣١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>