للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فيه [١] أيضا: خالد بن عبد الله القسري، عن أبيه، عن جده، صدوق، لكنه ناصبيّ جلد. انتهى.

وقال ابن معين عن خالد هذا: كان رجل سوء يقع في علي- رضي الله عنه- ولي العراق لهشام. انتهى.

وقال ابن الأهدل في «تاريخه» عن خالد: كان أمير العراق لهشام، وكان أحد الأجواد، كتب إليه هشام: بلغني أن رجلا قال لك: إن الله كريم، وأنت كريم جواد، وأنت جواد، حتّى عدّ عشر خصال، والله لئن لم تخرج من هذا لأستحلنّ دمك، فكتب إليه خالد: إنما قال لي: إن الله كريم يحب الكريم، فأنا أحبك لحب الله إياك.

ولكن أشد من هذا مقام ابن شقيّ [٢] البجلي بحضرة أمير المؤمنين قائلا: خليفتك أحبّ إليك أم رسولك، فقال: بل خليفتي، فقال: أنت خليفة الله ومحمد ورسوله، والله لقتل رجل من بجيلة أهون من كفر أمير المؤمنين.

فكتب هشام إلى عامله على اليمن يوسف ابن عم الحجّاج يقول:

اشفني من ابن النصرانية، فسار يوسف من حينه، واستعمل ولده الصّلت مكانه، ووصل العراق في سبعة عشر يوما، فوقع على خالد بالحيرة منزل النّعمان بن المنذر على فرسخ من الكوفة، فعذّبه أشد تعذيب، وجعل عليه كل يوم مالا معلوما، إن لم يؤدّه ضاعف عذابه، ومدحه أبو الشغب [٣] العبسي في السجن بقوله:

لعمري لقد عمّرتم السّجن خالدا ... وأوطأتموه وطأة المتثاقل


[١] يعني في «المغني في الضعفاء» (١/ ٢٠٣) .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «ابن سعي» وهو تحريف، والتصحيح من «مرآة الجنان لليافعي (١/ ٢٩٠) . وانظر «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (٥/ ٢٧٨) .
[٣] في الأصل، والمطبوع: «أبو الشعث» ، والتصحيح من «مرآة الجنان» لليافعي (١/ ٢٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>