للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه روايته، وأخذ «الصحيحين» [١] عن الكمال بن الناسخ، و «صحيح مسلم» قراءة على نظام الدّين بن التادفي الحنبلي.

وكان ديّنا، خيّرا، متواضعا، مشغولا بإقراء الطلبة في الفقه، والعربية، وغيرهما.

وتوفي في هذه السنة بحلب.

وفيها خديجة بنت محمد بن حسن البابي الحلبي، المعروف بابن البيلوني [٢] الشافعي، الشيخة الصالحة المتفقهة الحنفية.

أجاز لها الكمال بن الناسخ الطرابلسي وغيره رواية «صحيح البخاري» واختارت مذهب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، مع أن أباها وإخوتها شافعيون حفظا لطهارتها عن الانتقاض بما عساه يقع من مسّ الزوج لها، وحفظت فيه كتابا.

وكانت ديّنة، صيّنة، متعبدة، مقبلة على التّلاوة إلى أن توفيت في شهر رمضان.

وفيها السلطان صالح بن السلطان سيف [٣] متملك بلاد بني جبر.

كان من بيت السلطنة هو وأبوه وجدّه، وهو خال السلطان مقرن، وقد وقع بينهما وقعة عظيمة تشهد لصالح بالشجاعة التي لا توصف، فإنه كرّ على مقرن وعسكره وكانوا جمّا غفيرا بنفسه، وكان خارجا لصلاة الجمعة لا أهبة معه ولا سلاح، فكسرهم، ثم كان الحرب بينهما سجالا.

وقدم دمشق في سنة سبع وعشرين وتسعمائة، فأخذ عن علمائها، وأجازه منهم الرّضي الغزّي، وولده البدر. وكان في قدمته متسترا مختفيا غير منتسب إلى سلطنة، وسمى نفسه إذ ذاك عبد الرحيم، ثم حجّ وعاد إلى بلاده.

وكان مالكي المذهب، فقيها، متبحرا في الفقه والحديث، وله مشاركة جيدة


[١] في «آ» : «الصحيح» وما جاء في «ط» موافق لما في «الكواكب السائرة» مصدر المؤلّف.
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٩٢) و «إعلام النبلاء» (٥/ ٤١٢) و «أعلام النساء» (١/ ٣٤٢) وقد تحرفت «البيلوني» فيه إلى «البتيلوني» فلتصحح.
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٢١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>