قال الشيخ يونس العيثاوي: وكان السيد كمال الدّين سبب ظهور «شرح المنهاج» للجلال المحلّي بدمشق. قال: وأول اجتماعي بالسيد المذكور سألني عن محلّ إقامتي فقلت: بميدان الحصا، فقال لي: هذه المحلّة خصّها الله تعالى بثلاثة أباريه كل منهم انفرد بفنّ لا يشاركه فيه غيره، الشيخ إبراهيم النّاجي بعلم الحديث، والشيخ إبراهيم القدسي بفنّ القراءات، والشيخ إبراهيم بن قرا في التصوف. انتهى.
ومدح المترجم أفاضل عصره، منهم العلّامة علاء الدّين بن صدقة بقصيدة طنّانة مطلعها:
لي في المحبة شاهد بفنائي ... عند الأحبة وهو عين بقائى
وهي طويلة.
وتوفي- رحمه الله تعالى- نهار الاثنين ثالث عشر رجب الفرد، وصلّي عليه بالجامع الأموي، وصلّى عليه أيضا الشيخ أبو الفضل بن أبي اللطف عند باب جامع جرّاح في جماعة ممن لم يكن صلّى، ودفن إلى جانب خاله شيخ الإسلام تقي الدّين ابن قاضي عجلون بمقبرة باب الصغير.
وقال تلميذه تقي الدّين القاري يرثيه:
توفّي قرّة العين الكمالي ... وصرنا بعده في سوء حال
ولكنّا صبرنا واحتسبنا ... وليس القلب بعد الصّبر سال
ومهما كان في الدنيا جميعا ... فإن مصير ذاك إلى الزوال
وفيها بهاء الدّين محمد بن عبد الله بن علي بن خليل العاتكي الدمشقي الشافعي [١] الإمام العالم البارع.
[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ٥٢) وقد تقدمت ترجمته في «آ» إلى ما بعد الترجمة التالية.