للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما حصل في زمنه من الفتوحات، كرودس [١] وغيرها.

وتوفي ليلة الاثنين ثاني المحرم، ودفن بباب الصغير جوار بلديه شيخ الإسلام شمس الدّين البلاطنسي، وقبرهما في آخر التربة من جهة الشمال.

وفيها أحمد بن منلا شيخ، المعروف بخجا كمال العجمي اللالائي [٢]- نسبة إلى لالا قرية من أعمال تبريز [٣]- الشافعي.

قال في «الكواكب» : كان له فضيلة ومشاركة، وهو أول من ولي نظارة النّظّار بدمشق. وتولى الجامع الأموي، والتكية السليمية، والبيمارستان، إلى جانبها.

أخذ عن شيخي الإسلام الجدّ والوالد، وعن غيرهما، وربما انتقد عليه بعض الناس أمورا، ولكن لو لم يكن له من المكرمة إلّا مصاهرة شيخ الإسلام الجدّ له، كما صاهر القاضي برهان الدّين الأخنائي، والقاضي أمين الدّين بن عبادة لكفاه توثيقا وتعديلا.

قال: ثم إن والد شيخنا أثنى على صاحب الترجمة لما أن حرق سوق باب البريد واحترق أبواب الجامع معه. قال: وكان المتكلم عليه الخجا العجمي من قبل حزم باشا، وأحسن النظر فيه وعمّر ما احترق من مال الوقف الذي كان مرصدا عنده، والحال أنه سرق له مال من منزله، وتحدّث الناس أنه يدّعي سرقة المال المرصد، ولو ادعاه لصدقوه، لكنه قال: مال الجامع محفوظ لم يسرق، فازداد الناس في مدحه وذكر عفّته. قال: وكان كذلك، فإنه لم يقطع على المستحقين شيئا بل هو الذي رتّب القراء تحت القبّة واستمر.


[١] رودوس- بضم الراء المهملة، ثم واو ساكنة، ودال مهملة، ويقال معجمة مكسورة، ثم سين مهملة- جزيرة في البحر الأبيض المتوسط على مقربة من الجنوب الغربي لتركيا المعاصرة. انظر «تقويم البلدان» لأبي الفداء ص (١٩٤) و «أطلب العالم» للأستاذ شارل جورج بدران (الخريطة رقم ٤٢ المربع رقم ٩) .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ١٠٨- ١٠٩) .
[٣] كذا قيدها المؤلف- رحمه الله تعالى- نقلا عن «الكواكب السائرة» ولم أجد ذكرا لها في كتب البلدان التي بين يدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>