للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتحصيل فنون العلوم، حتى برع، ثم جاء إلى كجرات، وأقام بها إلى أن مات.

وكان بارعا في كثير من العلوم، سيما العقليات، وكانت له يد طولى في علم السيمياء، ويحكى عنه فيها حكايات مشهورة.

وممن أخذ عنه من الأعلام مولانا وجيه الدّين، ومولانا العلّامة القاضي عيسى. انتهى وفيها بهاء الدّين محمد بن محمد بن علي الفصي البعلي الشافعي [١] مفتي بعلبك، الإمام العلّامة المدقّق الفهّامة.

ولد ببعلبك سنة سبع وخمسين وثمانمائة، وعرض «المنهاج» على البدر بن قاضي شهبة، ثم جدّ في الاشتغال في سنة إحدى وسبعين على جماعة، منهم الزين خطاب، ونجم الدّين، وتقي الدّين ابنا قاضي عجلون، وأذن له الشيخ تقي الدّين بالإفتاء والتدريس، وقرأ على القاضي زكريا الأنصاري، وأذن له أيضا بالإفتاء والتدريس في سنة خمس وثمانين، وكان عنده ذكاء، وشاب سريعا، وكان ألثغ. قاله النّعيمي.

وقال في «الكواكب» : كان من إخوان شيخ الإسلام الجدّ: وشيخ الإسلام الوالد، ومشاركيهما في الشيوخ، وإن كان الشيخ الوالد دونه في السنّ.

وتوفي ببعلبك يوم الأربعاء رابع عشري [٢] المحرم.

قال ابن طولون: ولم يخلّف بعده مثله، ولا في دمشق في فقه الشافعية.

وفيها محيي الدّين محمد بن بير محمد باشا الحنفي [٣] أحد موالي الرّوم، الإمام العلّامة.

قرأ على والده، ثم خدم المولى ابن كمال باشا، ثم المولى علاء الدّين


[١] ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (٩٣/ ب) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١١) .
[٢] في «آ» : «رابع عشر» .
[٣] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٧٣- ٢٧٤) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>